تنبّأَ المتنبي فيكمُ عصرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تنبّأَ المتنبي فيكمُ عصرا | ولو رأى رأيكم في شعرِه كفَرا |
مهْلاً فلا المتنبّي بالنبيّ ولا | أعدّوا أمثالهُ في شعرهِ السورا |
تهتمْ علينا بمرآه وعلّكمُ | لمْ تدركوا منهُ لا عيناً ولا أثرا |
هذا على أنّكُم لم تُنصِفوه ولا | أورثتموه حميدَ الذكر إن ذُكِرا |
وَيْلُمِّهِ شاعراً أخمَلْتُموه ولم | نعلمْ لهُ عندنا قدراً ولا خطرا |
فقد حَمَلتُمْ عليهِ في قصائِدِهِ | وما يُضْحِكُ الثَّقَلَينِ الجِنَّ والبشَرا |
صَحَّفْتُمُ اللّفظَ والمعنى عليهِ معاً | في حالة ٍ وزعمتمْ أنهُ حصرا |
إذ تقسمونَ برأس العيرِ أنّكمُ | شافهتموهُ فهلْ شافهتمْ الحجرا؟ |
فما يقولُ لنا القرطاسُ ويلكُمُ | إنّا نَرَى عِظَة ً فيكُم ومُعتَبَرا |
شعراً أحَطتُمْ بهِ عِلماً كأنّكُمُ | فاوضتم العيرَ في فحواهِ والحمرا |
فلو يُصِيخُ إليكم سمْعُ قائِلِهِ | ما باتَ يعمَلُ في تحبيرِه الفِكَرا |
أريتموني مثالاً من روايتكم | كالأعجميَّ أتى لا يُفصِحُ الخبَر |
أصمٌ أعمى ولكنّي سهرتُ لهُ | حتى رددتُ إليهِ السّمعَ والبصرا |
كانتْ معانيه ليلاً فامتعضْتُ لَهُ | حتى إذا ما بهَرنَ الشمسَ والقمرا |
ضجرتمْ وأتانا من ملامكمُ | ومن معاريضكم ما يشبهُ الضجرا |
تترى رسائلكمْ فيهِ ورسلكمُ | إذا أتَتْ زُمَراً أردفْتُمُ زُمَرا |
فلو رأى ما دهاني من كتابكمُ | وما دها شعرهُ منكم لما شعرا |
ولو حرصتم على إحياءَ مهجتهِ | كما حرَصْتُم على ديوانه نُشِرا |
هبوا الكتابَ رددناهُ برمتهِ | فمنْ يردُ لكم أذهانه أخرا؟ |
لئن أعدْتُ عليكُم منْهُ ما ظَهَرا | فما أعَدْتُ عليكُمْ منْه ما استترا |
أعَرْتُموني نفسياً منه في أدَمٍ | فمنَ لكم أن تعاروا البحثَ والنظرا؟ |