يا عينُ فِيضي بدَمْعٍ منكِ مِغْزارِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا عينُ فِيضي بدَمْعٍ منكِ مِغْزارِ | وابكي لصخرٍ بدمعٍ منكِ مدرارِ |
انّي ارقتُ فبتُّ الَّليلَ ساهرة ً | كانَّما كحلتْ عيني بعوَّارِ |
ارعى النُّجومَ وما كلّفتُ رعيتها | وتارَة ً أتَغَشّى فضْلَ أطْمارِي |
وقَدْ سَمِعْتُ فلمْ أبْهَجْ به خَبراً | مخبّراً قامَ يَنْمِي رَجْعَ أخبارِ |
قالَ ابنُ امّكِ ثاوٍ بالضَّريحِ وقدْ | سوَّوا عليهِ بالواحٍ واحجارِ |
فاذهبْ فلا يبعدنكَ اللهُ منْ رجلٍ | منَّاعِ ضيمٍ وطلاُّبٍ باوتارِ |
قدْ كنتَ تحملُ قلباً غيرَ مهتضمٍ | مركَّباً في نصابٍ غيرِ خَوّارِ |
مثلَ السّنانِ تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ | جلدُ المريرة ِ حرٌّ وابنُ احرارِ |
ابكي فتى الحيِّ نالتهُ منيَّتهُ | وكلُّ نفسٍ الى وقتٍ ومقدارِ |
وسوْفَ أبكيكَ ما ناحَتْ مُطَوَّقَة ٌ | وما اضاءتْ نجومُ اللَّيلِ للسَّاري |
ولا أُسالِمُ قوْماً كنتَ حَرْبَهُمُ | حتى تعودَ بياضاً جؤنة ُ القارِ |
ابلغْ سليماً وعوفاً انْ لقيتهمُ | عمِيمَة ً من نِداءٍ غيرِ إسرارِ |
أعني الذينَ إلَيْهِمْ كانَ منزلُهُ | هل تَعرِفونَ ذمامَ الضّيفِ والجارِ؟ |
لوْ منكمُ كانَ فينا لمْ ينلْ ابداً | حتى تُلاقَى أُمُورٌ ذاتُ آثارِ |
كأنّ ابنَ عَمّتِكُمْ حقّاً وضَيفَكُمُ | فيكمْ فلَمْ تَدفَعوا عَنْهُ بإخْفارِ |
شُدّوا المَآزِرَ حَتّى يُسْتَدَفّ لكُمْ | وشَمّرُوا إنّها أيّامُ تَشمارِ |
و ابكوا فتى البأسِ وافتهُ منيَّتهُ | في كلّ نائِبَة ٍ نابَتْ وأقدارِ |
لا نَوْمَ حتى تَقودوا الخَيلَ عابِسَة ً | يَنْبُذْنَ طِرْحاً بمُهْراتٍ وأمْهارِ |
اوتحفروا حفرة ً فالموتُ مكتنعٌ | عِنْدَ البُيوتِ حُصَيناً وابنَ سَيّارِ |
او ترحضوا عنكمُ عاراً تجلَّلكمْ | رَحضَ العَوارِكِ حَيضاً عندَ أطهارِ |
والحَرْبُ قد رَكِبَتْ حَدْباءَ نافِرَة ً | حَلّتْ على طَبَقٍ مِنْ ظَهرِها عارِ |
كأنّهُمْ يَوْمَ رامُوهُ بأجمُعِهِمْ | رَاموا الشّكيمَة َ من ذي لِبدَة ٍ ضَارِ |
حامي العَرينِ لدى الهَيجاءِ مُضْطَلعٌ | يفري الرّجالَ بانيابٍ واظفارِ |
حتى تَفَرّجَتِ الآلافُ عَنْ رَجُلٍ | ماضٍ على الهَوْلِ هادٍ غير مِحيارِ |
تجيشُ منهُ فويقَ الثَّدي جائفة ٌ | بمزبدٍ منْ نجيعِ الجوفِ فوَّارِ |