قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ | امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ |
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ | فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ |
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ | وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ |
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ | لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ |
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا | اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ |
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ | وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ |
قدْ كانَ فيكمْ ابو عمرٍو يسودكمُ | نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ |
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا | وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ |
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ | أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ |
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة ٍ | لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ |
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ | لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ |
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْ | فانَّما هيَ اقبالٌ وَادبارُ |
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ | فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ |
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني | صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ |
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا | وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ |
وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا | وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ |
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ | كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ |
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ | وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ |
حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ | شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ |
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ | فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ |
فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ | معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ |
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي اخاَ ثقة ٍ | كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ اخبارُ |
فبتُّ ساهرة ً للنَّجمِ ارقبهُ | حتى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ |
لم تَرَهُ جارَة ٌ يَمشي بساحَتِها | لريبة ٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ |
ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ | لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ |
ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهم | وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ |
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ | فقدْ اصيبَ فما للعيشِ اوطارُ |
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ | كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ |
جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ | آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ |
مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ | ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَزّاءِ مِغوَارُ |
فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ | جلدُ المريرة ِ عندَ الجمعِ فخَّارُ |
في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ | في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَاحجارُ |
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ | ضَخْمُ الدّسيعَة ِ بالخَيراتِ أمّارُ |
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ | دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ |
ورفقة ٌ حارَ حاديهمْ بمهلكة ٍ | كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَة ِ القارُ |
لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ | وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ |