ونمى إليَّ من العجائب أنه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ونمى إليَّ من العجائب أنه | لَعِبَتْ بعَقْلِكَ حيلَة ُ الخَوّانِ |
وتملكتك خديعة من قولة | غرارة الأقسام والأيمان |
حقّاً سَمعتُ، وَرُبّ عَينيْ نَاظِرٍ | يَقِظٍ تَقُومُ مَقامَهَا الأُذُنَانِ |
أينَ الذي أضْمَرْتَهُ مِنْ بَغْضِهِ | وَعَقَدْتَهُ بالسّرّ وَالإعْلانِ |
أمْ أينَ ذاكَ الرّأيُ في إبْعَادِهِ | حنقاً وأين حمية الغضبانِ |
سبحان خالق كل شيء معجب | ما فيكمُ من كثرة ِ الألوانِ |
يَوْمٌ لِذا، وَغَدٌ لذاكَ، وَهَذِهِ | شِيَمٌ مُقَطِّعَة ٌ قُوَى الأقرَانِ |
فالآنَ مِنكَ اليَأسُ يَنقَعُ غُلّتي | وَاليَأسُ يَقطَعُ غُلّة َ الظّمْآنِ |
فاذهب كما ذهب الغمام رجوته | فطَوَى البُرُوقَ، وَضَنّ بالهَتّانِ |
أو بعد أن أدمى مديحك خاطري | بصِقالِ لَفْظٍ، أوْ طِلابِ مَعَاني |
لا بارَكَ الرّحمَنُ في مَالٍ بِهِ | يُعدَى البَعيدُ عَلى القرِيبِ الدّاني |
لي مثل ملكك لو أطعت تقنعي | وذوو العمائم من ذوي التيجان |
ولعلّ حالي إن يصير إلى على ً | فالدّوْحُ مَنْبِتُهَا مِنَ القُضْبَانِ |
فاحذَرْ عَوَاقِبَ ما جَنَيتَ فرُبّما | رمت الجناية عرض قلب الجاني |
أعطَيتُكَ الرّأيَ الصّرِيحَ، وَغيرُهُ | تنساب رغوته بغير بيان |
وَعرَضْتُ نصْحي، وَالقَبولُ إجازَة ٌ | فإذا أبَيتَ لوَيتُ عَنكَ عِنَاني |
وَلقَد يَطولُ علَيكَ أن أُصْغي إلى | ذكراك أو يثني عليك لساني |