نُغَالِبُ ثمّ تَغْلِبُنَا اللّيَالي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نُغَالِبُ ثمّ تَغْلِبُنَا اللّيَالي | وَكَمْ يَبْقَى الرّمِيُّ عَلى النّبَالِ |
وَنَطمَعُ أنْ يَمَلّ مِنَ التّقَاضِي | غريم ليس يضجر بالمطال |
أتَنْظُرُ كَيْفَ تَسفَعُ بالنّوَاصِي | ليالينا وتعثر بالجبال |
يحط السيل ذروة كل طود | رُهُوناً بِالجَنَادِلِ وَالرّمَالِ |
هي الأيام جائرة القضايا | وملحقة الأواخر بالأوالي |
يمنّين الورود فإن دنونا | ضربن على الموارد بالحبال |
نُطَنّبُ للمُقَامِ قِبَابَ حَيٍّ | ويحفزنا المنون إلى الرحال |
وَنَسْرَحُ آمِنِينَ، وَللمَنَايَا | شباً بين الأخامص والنعال |
بينا المرءُ يلبسها نعيماً | تَهجّرَ ضاحياً بعد الظلال |
نعى الناعون واضحة المحيا | أَلوفَ البيت ذي العمد الطوال |
مِنَ البِيضِ العَقائِلِ مِنْ مَعَدٍّ | بنين قبابهن على الجَلال |
نعوا ظُبة ً لأبيض مشرفيّ | قَدِيمِ الطّبعِ عَادِيِّ الصّقَالِ |
لِسَيْفِ الدّوْلَة ِ العَرَبيّ فِيهَا | صنيع القين قام على النصال |
إذا ما الفحل انجب ناتجاه | فقد ضمن النجابة للسخال |
وما طابت غوادي المزن إلاَّ | أطبن وقائع الماء الزلال |
قصاير في بيوت العز تنمى | مَنَاسِبُهَا إلى المَجْدِ الطَّوَالِ |
وَكُلُّ عَقِيلَة ٍ للجُودِ تُمْسِي | عطول الجيد حالية الفعال |
كَأنّ خُدُورَهَا أصْدافُ يَمٍّ | مُحَصَّنَة ٌ ضُمِمْنَ عَلى لآَلِ |
طهرن نباهة وبررن طَولاً | وهن وراء معدود الحجال |
غَلَبْنَ عَلى جَمَالِ الخُلقِ حتّى | تركن الخلق منسي الجمال |
لها نسب العتاق مرددات | إلى الغَايَاتِ أيّامَ النّضَالِ |
تُعَدّ النّوقُ مِنْ شَرَفٍ فُحُولاً | إذا انتسبت إلى العود الجلال |
عمائر من ربيعة أنزلتهم | أعَالي المَجْدِ أطْرَافُ العَوَالي |
هُمُ الرّأسُ الذي رَفَعَتْ مَعَدٌّ | قَدِيماً لا يُطَأطَأُ للفَوَالي |
فُحُولُ المَجْدِ جَعجَعَها المَنايا | وأسلمها الزمام إلى العقال |
ولم يك عزهم إلا اختلاساً | كَصَفْقٍ باليَمِينِ عَلى الشّمَالِ |
كقومك لا يعيد الدّهر قوماً | ومثل أبيك لا تلد الليالي |
أُرِيقَتْ في قُبُورِهِمُ اللّوَاتي | ببطن القاع أذنبة النوال |
لقد رُسّت حفائرهم جميعاً | عَلى هَامِ المَكَارِمِ وَالمَعَالي |
سقى تلك القبور فإنّ فيها | سقاة العاجزين عن البِلال |
بِأيْدٍ تَحْبِسُ الأوْرَادَ عِزّاً | وتأمن من ملاطمة السجال |
غَمَائِمُ للرّعُودِ بِهَا أزِيزٌ | رغاء العود رازمت المتالي |
كَحَمحَمَة ِ الأداهِمِ أقبَلُوها | لَيَالي الوِرْدِ مَائِلَة َ الجِلالِ |
فسقَّى عهد دارهم حياها | وَحَيّا بِالنّعَامَى وَالشَّمَالِ |
إذا ابتدرت نساؤهم المساعي | فَمَا ظَنّي وَظَنُّكَ بِالرّجَالِ |