ما عِندَ عَينِكَ في الخَيالِ الزّائِرِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ما عِندَ عَينِكَ في الخَيالِ الزّائِرِ | أطُرُوقُ زَوْرٍ أمْ طَمَاعَة ُ خَاطِرِ |
بات الكرى عندي يزور زورة | من قاطع نايء الديار مهاجر |
أحْذاكَ حَرَّ الوَجْدِ غَيرَ مُسَاهِمٍ | وَسَقَاكَ كأسَ الهَمّ غَيرَ مُعَاقِرِ |
إنّ الظّعَائِنَ يَوْمَ جَوِّ سُوَيْقَة ٍ | عَاوَدْنَ قَلْبي عِنْدَ يَوْمِ الحَاجِرِ |
سارت بهم ذلل الركاب فلا روى | للظاميات ولا لعاً للعاثر |
كم في سراها من سروب مدامع | تَقْفُو سُرُوبَ رَبَارِبٍ وَجَآذِرِ |
حَلَبَتْ ذَخَائِرَها المَدامِعُ بَعدَكم | في أرْبُعٍ قَبْلَ العَقِيقِ دَوَاثرِ |
يبكين حيا خف غير مقايض | بهوى ً وحيا قرّ غير مزاور |
لَوْ تَحْفِلُونَ بِزَفْرَة ٍ مِنْ وَاجِدٍ | او تسمعون لانة من ذاكر |
لا تحسبوا اني اقمت فانما | قلب المقيم زميل ذاك السائر |
قالوا: المَشيبُ! فعِمْ صَباحاً بالنُّهَى | واعقر مراحك للطروق الزائر |
لو دام لي ود الا وانس لم ابل | بطُلُوعِ شَيْبٍ وَابيضَاضِ غَدائِرِ |
لَكِنّ شَيبَ الرّأسِ إنْ يَكُ طالِعاً | عندي فوصل البيض اول غائر |
واهاً على عهد الشباب وطيبه | وَالغَضِّ مِنْ وَرَقِ الشّبَابِ النّاضِرِ |
واهاً له ماكان غير دجنة | قلصت صبابتها كظل الطائر |
سبع وعشرون اهتصرن شبيبتي | والن عودي للزمان الكاسر |
كَانَ المَشِيبُ وَرَاءَ ظِلٍّ قَالِصٍ | لأخ الصبا واما عمر قاصر |
وأرى المنايا ان رأت بك شيبة | جَعَلَتْكَ مَرْمَى نَبْلِهَا المُتَوَاتِرِ |
تَعْشُو إلى ضَوْءِ المَشيبِ فتَهتَدِي | وَتَضِلّ في لَيْلِ الشّبَابِ الغَابِرِ |
لو يفتدى ذاك السواد فديته | بِسَوَادِ عَيْني بَل سَوَادِ ضَمائِرِي |
أبَيَاضُ رَأسٍ وَاسوِدادُ مَطالِبٍ؟ | صَبراً عَلى حُكْمِ الزّمَانِ الجَائِرِ |
ان اصفحت عنه الخدود فطالما | عطفت له بلواجظ ونواظر |
وَلَقَدْ يَكُونُ وَمَا لَهُ مِنْ عاذِلٍ | فاليوم عاد وماله من عاذر |
كان السواد سواد عين حبيبه | فغدا البياض بياض طرف الناظر |
لو لم يكن في الشيب الا انه | عُذْرُ المَلُولِ وَحُجّة ٌ للهَاجِرِ |
سالم تصاريف الزمان فمن يرم | حَرْبَ الزّمانِ يَعُدْ قَليلَ النّاصِرِ |
من يكان يشكو من رشاش خطوبه | فَلَقَدْ سَقَاني بالذَّنُوبِ الوَافِرِ |
ابلغ ظباء الحي ان فؤاده | قَطَعَ العَلاقَة َ، وَارْعَوَى للزّاجِرِ |
اوردنني فعلمت ان مواردي | لَوْلا النُّهَى ، لمْ أدْرِ أيْنَ مَصَادِرِي |
نَالَتُّ لُبّاً مِنْ عَلائِقِ صَبْوَة ٍ | ونشطت قلباً من جوى متخامر |
أنَا مَنْ عَلِمْتُنّ، الغَداة َ، نَقِيّة ً | أُزُرِي، وَضَامِنَة َ العَفافِ مَآزِرِي |
فَاعْرِفْنَ كَيْفَ شَمَائِلي وَضَرَائبي | وانظرن كيف مناقبي ومآثري |
كمعاقد الجبل الاشم معاقدي | ومجاور البيت الحرام مجاوري |
لمْ يَشْتَمِلْ قَلْبي الرّجَاءَ وَلمْ يكُنْ | طرفي جنيبة كل برق نائر |
وابيت ان ترد المطالب همتي | او ان يسف الى المطامع طائري |
اسعى على اثر النوائب منصفاً | مِنْهَا، وَآسِي كُلَّ عِرْقٍ ناغِرِ |
قل للاعادي جنبوا عن ساحلي | لا يغرقنكم التطام زواخري |
لَوْلا خُمُولُكُمُ لَقَدْ قُلِّدْتُمُ | عاراً بنظم غرائبي وسوائري |
أخزَيْتُمُ ذا كِبْرَة ٍ وَتَكاوُسٍ | وفضلتم ذا ودعة وقراقر |
فتناذروا ناب الشجاع مشى به | جِنحُ الدُّجَى ، وَيَدُ العَقورِ الخادِرِ |
يا ساعياً لينال مطمح غايتي | اين الذوائب من مدق الحافر |
إذْهَبْ بِسَبّي إنْ سَبَبْتُكَ فَاخِراً | قد نوهت بك ضربة من باتر |
من عار هذا الدهر نيلك للعلى | وجنون هذا المنجنون الدائر |
قَوْمي الأُولى لَحَبُوا إلى نَيْلِ العُلى | وضح الطريق لمنجد أو غائر |
أخَذُوا المَعَالي عَنْ مُتُونِ قَوَاضِبٍ | تَرِدُ الغِوَارَ وَعَنْ ظُهُورِ ضَوَامِرِ |
وَعَنِ الرّمَاحِ يَشيطُ في أطْرَافِهَا | بالطعن كل معامر ومغاور |
قَوْمٌ إذا اشتَجَرَتْ عَلَيْهِمْ خُطّة ٌ | زعموا النوائب بالقنا المتشاجر |
وَإذا التَقَتْ أيْدِيهِمُ في أزْمَة ٍ | ساجلن اذنبة السحاب الماطر |
لا نارهم نار مغمضة ولا | |
وَتَسُوفُ أفْوَاهُ المُلُوكِ أكُفَّهُمْ | سَوْفَ السّوَامِ رَبِيعَ رَوْضٍ بَاكِرِ |
شجعاء افئدة بغير صوارم | خطباء السنة بغير منابر |
ذمروا قلوب المادحين وانما | مَدْحُ المُلُوكِ شَجَاعَة ٌ للشّاعِرِ |
يتغايرون على السماح كأنما | يتغايرون عل وصال ضرائر |
أُهْدِي إلى قَوْمي نَصِيحَة َ حَازِمٍ | طَبٍّ بِأدْوَاءِ الضّغَائِنِ خَابِرِ |
لا تنْظُرُوا الجَاني لِمَحْوِ ذُنُوبِهِ | بِمُلَفّقَاتِ تَنَصُّلٍ وَمَعَاذِرِ |
لن تظفروا بالعز حتى تصبغوا | ثوب المعالي بالنجيع المائر |
لا تعتبوا الا بالسنة القنا | فَلَهُنّ إطْآرُ البَعِيدِ النّافِرِ |
وَدَعُوا التّظاهُرَ بالحُلُومِ، فإنّهَا | سبب انبعاث جرائم وجرائر |
لا تُخْدَعَنّ، فَما عُقوبَة ُ قَادِرٍ | إلاّ بِأحْسَنَ مِنْ تَجَاوُزِ قَادِرِ |