عنوان الفتوى : أحكام صلاة العاملين في السفينة
أعمل في سفينة، تتنقل بين مصر والسعودية، نقوم بثلاث رحلات إلى السعودية في الأسبوع. نتحرك من مصر مثلا فجر الأربعاء، ونقضي 8 ساعات في الطريق، ونجلس في السعودية 7 ساعات تقريبا، وبعد ذلك نرجع في 8 ساعات في فجر الخميس، ونجلس نهار الخميس كله في مصر، ونتحرك في الليل مرة أخرى، نقوم برحلة أخرى إلى السعودية في الفجر أيضا، وهكذا طول الأسبوع، وطبعا أنا وكل الطاقم مقيمون إقامة كاملة في السفينة، ونظام الإجازات كل شهرين، أو ثلاثة، أستطيع أن آخذ إجازة لمدة شهر أو أقل، أرجع فيها إلى بيتي. أريد أن أعرف هل أقصر الصلاة أم لا؟ وإذا كنت سأقصرها هل نقصر في الطريق ونحن ذاهبون إلى السعودية، وفي الرجوع أيضا فقط؟ أم نقصر كذلك ونحن متوقفون في مصر أو السعودية، مع العلم أننا طبعا لا نكمل 3 أيام عندما نكون في مصر أو السعودية، ومع العلم أيضا أن المسافة التي نسافرها بين البلدين 93 ميلا بحريا، يعني تقريبا 150 كيلو؟ وأريد أن أوضح أيضا أن هذه حياتنا، يعني ليست مجرد فترة، وتنتهي، يعني إذا كنا سنصلي قصرا، سنظل طول عمرنا نصلي قصرا، طالما بقينا في هذا العمل. فأتمنى أن تقولوا لي إجابة تفصيلية، خاصة بحالتنا؛ لأنني سأعلق هذه الفتوى في مسجد السفينة، وسيستفيد منها الطاقم كله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فما دامت المسافة التي تقطعونها مسافة قصر، ولا تعتزمون الإقامة في مكان مَّا أربعة أيام فأكثر؛ فإنه يجوز لكم الترخص برخص السفر من: القصر، والجمع، والفطر في رمضان.
وقد بينا في عدة فتاوى، أنه يجوز للعاملين في السفينة، الترخص برخص السفر ما دامت السفينة ليست موطن إقامتهم، ولو طالت مدة السفر. وأنتم ما دمتم تذهبون إلى أهاليكم في فترة الإجازة، فهذا يعني أنكم لستم مستوطنين للسفينة، ولكل واحد منكم أن يترخص برخص السفر منذ أن يفارق مدينته التي يسكنها وفيها أهله، ويقصر في الطريق، وفي ميناء السعودية، وفي طريق العودة، وفي ميناء مصر إن لم يكن في مدينته التي يقيم فيها، فتقصر في كل ذلك، إلا إن نويت الإقامة في مكان منها أربعة أيام فأكثر، فإنك تتم حينئذ؛ لأن هذه المدة تقطع حكم السفر.
وانظر المزيد في الفتوى رقم: 132484، والفتوى رقم: 105411، والفتوى المحال إليها فيها.
والله أعلم.