عنوان الفتوى : لا بأس بالاستمرار في الصلاة لمن به قرحة وإن سالت دماً
جزاكم الله خيرا أجيبوني على سؤالىأنا شاب مصاب بداء يقول الأطباء إنه مرض مزمن ولدي قرحة في ساقي وينتج عنها خروج بعض الدم مصحوبا بمادة بيضاء تشبه الماء أجدها على الشاش الذي يغطي القرحة أريد أن أعلم ما إذا كانت هذه المادة التي تخرج من ساقي وتشوه الشاش تبطل الصلاة وتنقض الوضوء؟ أفيدوني جازاكم الله عني خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللعلماء ثلاثة مذاهب في هذه المسألة، فذهب الحنفية إلى أن الدم والصديد ونحوه ناقض للوضوء إذا سال من موضع من مواضع الوضوء، وذهب الحنابلة إلى أنه ناقض للوضوء إذا كان كثيراً فاحشاً، وذهب المالكية والشافعية إلى أنه ليس بناقض، وهذا هو القول الراجح إن شاء الله، وذلك لأدلة منها: أن عباد بن بشر رضي الله عنه أصيب بسهام وهو يصلي فاستمر في صلاته. أخرجه البخاري تعليقاً وأبو داود وابن خزيمة.
ويبعد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بهذه الواقعة المشهورة، وكذلك صلى عمر رضي الله عنه، وجرحه يثعب دماً، ولم يزل المسلمون يصلون في جراحاتهم.
فليس عليك بأس إن شاء الله أن تستمر في صلاتك إذا سالت تلك القرحة، خاصة أنها مزمنة فأشبهت حالات السلس والاستحاضة، نسأل الله لك ولمرضى المسلمين الشفاء.
والله أعلم.