عنوان الفتوى : مسائل حول الردة والتوبة منها وحبوط الأعمال بسببها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا مصاب بوسواس، وأسئلتي: كيف يعرف الإنسان أنه مسلم؟ وهل محافظته على صلاته دليل على أنه مسلم؟ وإذا ارتكب الإنسان ناقضًا من نواقض الاسلام، ثم بعد ذلك مباشرة استغفر ربه – أي: أتبع السيئة بالاستغفار - فهل هو باقٍ على الإسلام؟ وإذا ارتد الإنسان عن دينه - والعياذ بالله - ثم تاب ورجع، فهل تعود له الحسنات التي حبطت؟ أرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن - جزاكم الله خيرًا -.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله سبحانه أن يعافيك من الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها؛ حتى لا تزداد، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب على الوساوس في الفتويين: 3086، 51601، كما يمكنك الاستفادة من مراجعة قسم الاستشارات في الموقع.

واعلم أن كل من أقر بالشهادتين فهو مسلم، باق على إسلامه، ما لم يأت بمكفر يخرجه من الإسلام، ومن القواعد المقررة في الإسلام أن من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول إلا بيقين، وانظر الفتوى رقم:205960.

ولا شك أن الصلاة من دلائل الإسلام، بل لو ارتد ثم صلى، فهو محكوم بإسلامه، كما سبق في الفتوى رقم: 148723.

ومن أتى بناقض من نواقض الإسلام فتوبته من ردته أن يشهد الشهادتين، إلا أن تكون ردته بسبب جحد فرض، ونحوه، فإن توبته حينئذ تكون بالنطق بالشهادتين، مع إقراره بالمجحود به، كما سبق في الفتوى رقم: 161749.

ثم اعلم أن مجرد الوساوس، والهواجس لا تخرج الإنسان من الإسلام، بل لا يؤاخذ بها الإنسان أصلًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل، أو تكلم. متفق عليه.

بل إن الوساوس إذا كرهها الإنسان، فهي: دليل إيمان للعبد، كما جاء في صحيح مسلم، عن أبي هريرة أنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.

قال النووي في شرح مسلم: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا، وشدة الخوف منه ومن النطق به، فضلًا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالًا محققًا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

وقد سبق في الفتوى رقم: 37185 بيان الخلاف في حبوط الأعمال بمجرد الردة، والراجح أن مجرد الردة لا يبطل ثواب الأعمال السابقة ما لم يمت صاحبها على الردة، وعلى ذلك فتعود الحسنات إذا عاد المرتد إلى الإسلام.

والله أعلم.