الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما شككت فيه من خروج الرطوبة من الفرج لا حكم له فلا تلتفتي إليه، وصلاتك صحيحة، لأن الشك في الحدث لا ينقض الوضوء وبالتالي لا يؤثر على صحة الصلاة عند الجمهور، والحجة في ذلك ما رواه البخاري ومسلم: أنه شُكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً.
قال النووي رحمه الله: معناه يعلم وجود أحدهما ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين، وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث وهي أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة، هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف. انتهى.
وننصح السائلة أن لا تستسلم لهذه الوسوسة، فإنها داء، ولا يزال الشيطان بالموسوس حتى يصده عن الخير وترك الصلاة وعليك باللجوء إلى الله عز وجل والإكثار من دعائه والإلحاح في ذلك بأن يصرف عنك هذا الداء، وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم: 168305.

والله أعلم.