عنوان الفتوى : وجود الحمل هل يمنع طلب الطلاق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

إخواني الأفاضل جزاكم الله ألف خير على حل مشاكلنا ومعاناتنا هذه :الله يتقبل منكم حسن الأعمال وإن شاء الله في ميزان أعمالكم: بسم الله الرحمن الرحيم :أنا أخت مغربية متزوجة بأجنبي بحريني الجنسية من أصل هندي وكانت ديانته الهندوسية وطلب مني الزواج وأنا طلبت منه أن يسلم واعتنق الإسلام ولله الحمد وبكل سرور ومحبة وبعدها رزقني ربي بولد والحين عمره 6 سنوات الله يبارك فيه, وكان يعدني أنه سيصلي ويقوم بكل الأمور الدينية التي علمتها له من قبلي وبالكتب والقرآن المترجم بلغتهم لكن رغم هذا التعب كله لم يتجاوب معي ,صرت أهدده بالطلاق صار يصلي مرة واحدة في اليوم إذا كان موجودا في البيت, وبعدها لا يصلي ! والمصيبة وأعوذ بالله منها أني اكتشفته يلعب القمار يعني الورق على النقود وكانت بالنسبة إلي صدمة كبيرة جدا وبسببها قررت أن أنفصل عنه لأني أنا انسانة ولله الحمد والشكر أخاف الله كثيرا,أنا انسانة مصلية متحجبة ومؤمنة كذلك أحب أن أضيف أنا ابني علمته الصلاة وحفظ القرآن وأبوه يشوف الولد صغير يصلي معي كل يوم ولا يتأثر! لهذا السبب لا أريد أن أعيش مع شخص غير متدين, بس للأسف يوم قررت على الطلاق ورحت لأهلي اكتشفت أني حامل وهذه الصدمة الكبيرة ,وما أقدر أقول إلا قدر الله وما شاء, أنا أطلت بالكلام اسمحوا لي على التعبير لأني والله بكتب ودموعي على خدي وأتمنى أن ترشدوني للحل لأني أتعذب من الخوف من الله سبحان وتعالى والله يجازيكم ألف خير .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به أن تبذلي جهدك في سبيل إصلاح زوجك وتبيني له خطر تركه للصلاة فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، وتركها جحوداًً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً عدّه بعض العلماء كفراً مخرجا من الملة أيضا، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم: 3830، كما أنّ لعب القمار من المحرّمات التي نهى الله عنها وراجعي في كيفية التوبة منه الفتوى رقم: 110434، ويمكنك أن تستعيني على ذلك ببعض الصالحين من معارفه أو غيرهم وإهدائه الكتب النافعة المترجمة بلغته، مع الرفق به وإحسان عشرته والإلحاح في الدعاء له مع عدمّ تعجّل النتيجة، فإن استجاب زوجك وحافظ على الصلاة واستقام فلا وجه حينئذ لطلب الطلاق.

وأما إذا أصرَّ على ترك الصلاة ولعب القمار، فلا نرى لك البقاء معه وراجعي في حكم بقاء الزوجة مع زوجها التارك للصلاة، الفتوى رقم: 5629.

 واعلمي أنّ وجود الحمل ليس مانعاً لك من طلب الطلاق، فإنّ الطلاق وإن كان في الأصل مبغوضاً ولاسيما مع وجود أولاد، إلّا أنّه ليس بالضرورة أن يكون شرّاً في كلّ الأحوال، بل قد يكون خيراً، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ {النساء:130}، قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. الجامع لأحكام القرآن. (5/408).

ونوصيك بكثرة الدعاء مع التوكّل على الله، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبداً، وأبشري بكلّ خير، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.

والله أعلم.