أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : دوار ونوبات قلبية وحالة اكتئاب عامة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل نحو حوالي أربع سنوات وبعد ولادة ابني الثاني بأربعة أشهر أصبت بدوار، ولا أعرف ظروف الحالة لأنني نسيتها، وذهبت إلى جميع الأطباء وأكدوا لي أنه لا يوجد عندي أي شيء، وتعاطيت مجموعة من الفتيامينات، ولكن نفس هذه الحالة تأتي في كل عام تقريباً.

وعندما تأتي هذه الحالة أُصاب بعصبية من أن الحالة القديمة تغيب وتأتي، وأتخاصم كثيراً مع زوجي عندما يخالفني في أي أمر، وأكون عصبية على أولادي، وتأتيني زغللة في عيني - بعض الأحيان منطقة عيوني تكون متعبة مع زغللة في النظر -، مع العلم أني لا أشكو من ضعف البصر، وأشعر بفقدان المتعة في أي شيء في العمل أو في البيت، وأحياناً لا أثق بنفسي، وأشعر بأن الدنيا صغيرة ولا تساوي شيئاً، وأتشتت في التفكير، وأعاني من وسواس قهري، وأشعر بأن شيئاً مخيفاً سيحصل لي، وأشعر بدوار بسيط وخفة رأس، وأحياناً يكون مزاجي عادياً وأحياناً سيئاً جداً، وأشعر أنني لا أريد أن أعمل شيئاً مع أنني موظفة ومضطرة أن أعمل، وأشعر بعدم الرغبة الجنسية.

وتأتيني هذه الحالة مرة كل عام، وتكون في هذه الفترة على شكل نوبات خلال النهار ولكن ليس كل النهار، وأشعر بالتحسس كثيراً من وزني - وزني 68 كيلو - وأحب أن أنزل منه ولكن لا أستطيع لحبي للأكل ولكن ليس بشراهة كثيرة، وطولي 155 سم، فأريد منكم إفادتي.

علماً بأن ذلك يحدث عندما تأتي الحالة فقط، وبعدما تنتهي الحالة أكون طبيعية، فهل ما أعاني منه هو القلق من أن الحالة التي أتت لي قبل أربع سنوات ستأتي مرة أخرى؟! لأني دائماً أفكر في الحالة كأنها كابوس أريده أن ينتهي ولا يرجع.

وفي الفترة الأخيرة عملت فحوصات وقال لي الدكتور بأن الأذن الداخلية من الأذن اليمنى فيها التهاب بسيط جداً، وأتعاطى دواء (هيبوثال) لمدة ثلاثة أسابيع، ولا أنكر أنني تحسنت بعض الشيء، فهل الذي أنا فيه نفسي أم عضوي؟!

علماً بأن مضادات الاكتئاب في حال وصفها لي يقولون أنها مضرة بالشرايين والقلب.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن دلو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلقد ذكرت الأعراض التي تنتابك بصورة جميلة ومنسقة جداً، والذي حدث لك في بداية الأمر حقيقة هو نوبة من نوبات الفزع أو ما يعرف بنوبات الهرع، وهو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، ثم بعد ذلك استمر معك هذا الدوار وظهرت الأعراض الأخرى بكل ما ذكرتيه من تفاصيل، وحقيقةً أنت مصابة بقلق نفسي، ولديك بعض الأعراض الوسواسية مع تقلب في المزاج، وأرجو أن لا تنزعجي مطلقاً لكل هذه المسميات، فهي واحدة ومشتقة من شيء واحد وهو ما يعرف باضطرابات العصاب الوجداني.

وربما يكون لديك بعض الاستعداد لذلك حسب البناء النفسي لشخصيتك، أو الموروثات الجينية ربما تكون هي أيضاً السبب، وربما يكون أيضاً لديك نوع من العلة البسيطة جداً في الأذن الداخلية كما ذكر لك الطبيب، وهناك نوع من الفيروسات قد تؤدي أيضاً إلى الشعور بالداء، ولكن المكون النفسي في أعراضك واضح جداً، ولا شك فيه مطلقاً.

وأنت مطالبة بأن تفكري التفكير الإيجابي، فأنت لديك بحمد لله الكثير من الإنجازات ولديك أسرة، فهذه الأشياء الطيبة في الحياة لابد للإنسان أن يستشعرها في ظاهرها وفي جوهرها، وذلك إن شاء الله يعطي الإحساس بسعادة كبيرة.

فحاولي أن تشغلي نفسك بالأمور الطيبة والأمور الصالحة والعمل في البيت، فكلها إن شاء الله تساعدك، وأنت موظفة فلو تكرمت وأدرت وقتك بصورة جيدة فلن تركزي إن شاء الله على هذه السلبيات.

والأدوية بالنسبة لك جيدة ومهمة وفي رأيي سوف تساعدك، وأنا أقول لك أن الأدوية الحديثة لا تؤثر مطلقاً على شرايين القلب، وأؤكد لك بكل صدقة وأمانة، فهناك أدوية قديمة من مضادات الاكتئاب والقلق، مثل الأدوية ذات الحلقات الثلاثية ربما تؤثر على القلب، ولكن ليس المجموعة الجديدة من الأدوية، وهذا هو الذي يميزها، ولذلك هي حتى من ناحية التكلفة والسعر هي أضعاف أضعاف الأدوية القديمة.

فهناك دواء ممتاز يعرف باسم سبراليكس، فأرى أنه هو الدواء الأنسب بالنسبة لك، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 5 مليجرامات نصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 10 مليجرامات، أي حبة واحدة، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 5 مليجرامات، لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

وأرى أن موضوعك بسيط جداً بالرغم من كثرة الأعراض، ولكنها متداخلة ومتقاربة وكما ذكرت لك هي حقيقةً مشتقة من مكونٍ نفسي واحد.

وبالنسبة للوزن أرى أن وزنك معقول جداً، ولكن يمكنك أن تنظمي الأكل وترتيبه مع ممارسة الرياضة، والرياضة أيضاً سوف تفيدك في هذا الأمر، فهذا إن شاء الله سوف يكون له عائد جيد جداً بالنسبة لك.

ولا أخفي عنك حقيقة أن السبراليكس ربما يزيد من الوزن قليلاً لدى بعض الناس زيادة ليست بأكثر من 5% من الوزن الأصلي، وهذا لا يحدث لكل الناس، وإذا حرصت على الرياضة وتنظيم الأكل بالطبع فهذا لن يحدث لك، فهذه حقيقة وددت أن أعرضها عليك لتكوني على علمٍ بها.

وإذا حدث زيادة من السبراليكس بالنسبة للوزن، فعندها سوف يكون الدواء البديل هو بروزاك، والبروزاك لا يزيد الوزن، بل على العكس يستعمله البعض لتخسيس الوزن، وهو عقار جيد وممتاز أيضاً، ولكن ربما لا يساعد كثيراً في المخاوف، ولكنه جيد بالنسبة للوساوس والقلق وبالنسبة لعسر المزاج، وجرعة البروزاك هي كبسولة واحدة فقط بعد الأكل، فيمكنك أن تتناوليها ليلاً أو نهاراً لا اختلاف في ذلك مطلقاً، ومدة العلاج هي أربعة أشهر.

إذن لديك الخيار الأولى وهو السبراليكس، والخيار الثاني هو البروزاك، ولا ننسى أن نذكرك بأهمية استعمال الرقية الشرعية، فالقرآن شفاء للأمراض النفسية والعضوية على حد سواء.
نسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ