أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أنا أعتقد أن علاجك الأساسي والجوهري هو في تغيير نمط الحياة، وذلك بأن تُدخل إدخالاتٍ إيجابية جديدة على حياتك، مثلاً في مجال التواصل الاجتماعي حاول أن تكون ملتزمًا بالواجبات الاجتماعية، وزيارة الأرحام، وزيارة المرضى، والذهاب إلى الأعراس وتلبية هذا النوع من الدعوات، المشي في الجنائز، الجلوس مع أصدقائك من وقتٍ لآخر...

فيا أخي الكريم: نمط الحياة حين يتغيَّر يُغيِّر معنويات الإنسان ومشاعره ويُحسّن من دافعيته.

الحرص على الصلاة مع الجماعة، ودائمًا الالتزام بالصلاة يبعث طمأنينة كبيرة في نفس الإنسان، كما أنه يُعلِّمك حُسن إدارة الوقت. ماذا تريد أن تفعل قبل الصلاة؟ وماذا سوف تفعل بعد الصلاة؟

الرياضة لها قيمة عظيمة جدًّا في علاج الاكتئاب والأعراض النفسوجسدية، فهذا يجب أن تعطيه أهمية كبيرة جدًّا. حالة الاكتئاب والشعور بالخمول واضطراب النوم والوسوسة: كلَّها تُعالج من خلال الأنماط الحياتية التي ذكرتها لك.

واهتمامك بنظافتك الشخصية يجب أن يكون أمرًا أساسيًّا (الاستحمام، ارتداء ولبس الطيب من الملابس، الوضوء خمس مرات في اليوم) ويجب أن تستشعر مسؤوليتك حيال زوجتك وأطفالك.

فيا أخي الكريم: الإنسان يمكن أن يتغيَّر ويمكن أن يتبدّل، فقط يجب أن يكون هنالك حسم وعزم وصدق في النيّة، والنفس لابد أن نكبحها ولابد أن نتحكّم فيها ونوجِّهها بصورة صحيحة.

هذا – يا أخي – هو ما أودُّ أن أرشدك له، وأعتقد أن هذا هو الذي تحتاجه لتؤهِّل نفسك تأهيلاً إيجابيًا.

أمَّا بالنسبة للأدوية فهي قريبة ومتشابهة. المودابكس – والذي يُسمَّى علميًا سيرترالين – دواء رائع وممتاز، ربما تحتاج لتعديل الجرعة مثلاً، إذا كنت تتناول الجرعة الصغيرة فيجب أن ترفعها لتصل حتى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، وذلك بعد استشارة طبيبك.

ويمكن أيضًا أن يُستبدل المودابكس إذا لم ينجح بعد رفع الجرعة – إلى عقار فلوزاك (فلوكستين)، الفلوكستين دواء متميَّز لعلاج الاكتئاب والوسوسة، كما أنه يُحسِّن الدافعية، ويُحسِّن الطاقات الجسدية وكذلك الطاقات النفسية، وهو علاج متميّز للوسواس.

وهكذا – يا أخي – العلاجات الدوائية سهلة جدًّا، وأنا أعتبرها دائمًا هي الجزء الأسهل في العلاج، ومساهمة الدواء في علاج حالتك وشفائها هو حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة، أما الستين أو السبعين المائة الباقية فهي من خلال جُهدك التأهيلي الذي تحدثنا عنه سلفًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.