أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من الوساوس والأفكار الكثيرة، كيف أتخلص من ذلك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم سادتي على هذا الموقع الرائد بمجالاته، والذي يسعى دائما إلى الأفضل، ولذلك سأشعر بارتياح لو عرضت مشكلتي عليكم.

مشكلتي بدأت منذ ستة أشهر، حيث بدأت أشك في كل شيء حولي، حتى بت أقول بأن هذا العالم من حولي وهم! هي فكرة قمت بالتغلب عليها فتلتصق بي فكرة أخرى، حتى أصبح الشك في نفسي، فإن حركت يدي أقول ما الذي حركهم؟! وإن لمست نفسي أتساءل من الذي شعر باللمسة؟!

أصبحت أخاف كلما نظرت إلى نفسي بالمرآة، كما أني لا أشعر بأني أنظر إلى نفسي، ثم بدأت أتعجب من كل ما هو طبيعي، وخاصة في تفاصيل الخلقة الإنسانية وحياة البشر، وتبقى جميعها أفكار ملتصقة لا تنفك عني، ليصبح التهيؤ الأخير الذي بدأ يربطني وهو بأني لا أعلم من أنا؟! وما هي نفسي؟! والذي تولدت نتيجة خوفي من النظر بالمرآة، كما بدأت تتسرب تلك الأفكار للتأثير على ما أراه بعيني، فأصبحت لا أرى البشر كما كنت أراهم ولا أعلم لم أتعجب من منطقة الجبين من كل إنسان.

أرجوكم أخبروني ما مشكلتي؟ وهل لها أي حل؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن وصفك واضح جدًّا، وبالفعل التجربة النفسية التي تمر بها هي تجربة غريبة بعض الشيء، لكنها مفسرة جدًّا من الناحية العلمية، وهي أن الذي تعاني منه من تجارب عجيبة وغريبة بعض الشيء هي نوع من الخبرات والتجارب الوسواسية، هذا يُعرف بالوسواس القهري، وقد أتاك في شكل تفاصيل مزعجة، وجانب الرهبة أيضًا موجود فيه.

هذه هي طبيعة الوساوس، تكون دائمًا غريبة وعجيبة، وتفرض نفسها على الناس، وتتكرر، وتُلح، وهذا ما يُزعج، لكن الحمد لله تعالى أصبح الآن يمكن علاجها بصورة جيدة وسهلة جدًّا.

إن تمكنت من أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد ومرغوب، وإن لم تتمكن فأقول لك: توجد أدوية ممتازة جدًّا لعلاج هذا النوع من الوساوس، لكن الأدوية تتطلب الالتزام بها.

من الأدوية الممتازة جدًّا عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين) وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى في البلد الذي تعيش فيه، فاسأل عنه في الصيدلية تحت مسماه العلمي (فلوكستين) علمًا بأنه لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول.

ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة ليلاً، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، وبعد شهرين اجعلها كبسولتين يوميًا، يمكنك أن تتناولها ليلاً أيضًا، هذه الجرعة جرعة متوسطة وهي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، لأن الوساوس تحتاج لفترة علاجية أطول.

بعد انقضاء الستة أشهر خفض جرعة الفلوكستين إلى كبسولة واحدة ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر أيضًا - وهذه هي المرحلة الوقائية – بعد ذلك اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

هو دواء سليم غير إدماني، وممتاز جدًّا لقهر الوساوس، لكن لابد أن تلتزم بالجرعة - كما ذكرت لك – وأن تصبر عليه، وفعاليته تبدأ غالبًا بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج.

هنالك دواء آخر نعتبره داعماً للفلوكستين، هذا الدواء يعرف باسم (رزبريادون)، أرجو أن تتناوله بجرعة واحد مليجراماً فقط ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، والفلوكستين هو الدواء الرئيسي، والرزبريادون هو الدواء المساند.

بجانب العلاج الدوائي هنالك ما يعرف بالعلاج السلوكي، ويقصد به: أن يواجه الإنسان وساوسه، وذلك من خلال تجاهلها وتحقيرها، ومواجهتها أيضًا، لكن دون مناقشتها، والإنسان لا يهرب منها من حيث تفكيره أو أي شيء آخر يتعلق به ويجعله يبتعد عن هذه الوساوس.

من المهم جدًّا أن تعيش حياة طبيعية جدًّا، اصرف انتباهك عن هذه الوساوس بأن تدير وقتك بصورة جيدة، وزع وقتك ما بين الزيارات والتواصل الاجتماعي، العمل، القراءة، الاطلاع، العبادة، هذه كلها فيها خير كثير جدًّا، وفي نفس الوقت سوف تبعد انتباهك تمامًا عن هذه الوساوس.

من المهم جدًّا أيضًا أن تتدرب على بعض تمارين الاسترخاء، وطريقة هذه التمارين هنالك عدة وسائل: إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) فأرجو أن ترجع إليها وتحاول أن تطبق ما بها.

لا تنزعج لهذا، هي مجرد وساوس، وسوف تزول إذا ما اتبعت ما ذكرته لك، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1702 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1128 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1565 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1170 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2685 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ