أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشد العصبي الدائم الناتج عن التوتر النفسي وتأثيره على عظام وعضلات الفكين من جانب آخر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عانيت منذ سنوات طفولتي من الضغط الشديد، ومن عدم تفهم أُسرتي لي؛ حيث كانوا سبباً مباشراً في فشلي الدراسي، ورغبتهم في تزويجي ممن لا يناسبني، وضغطهم المستمر علي لسنوات، كل ذلك أدى إلى مشاكل نفسية كثيرة، بعضها تجاوزتها والبعض الآخر لا يزال تأثيرها علي حتى الآن.

وبعد سنواتٍ طويلة عدت للدراسة وأنا في سن الحادية والثلاثين، وتخرجت واجتهدت كثيراً، لكن أهلي كانوا يضغطون علي بطلباتهم المتكررة، وكانوا لا يعيرون انتباهاً إلى كوني مرهقة ومتعبة، فلا راحة ولا هدوء، وأدمنت الشد العصبي، فأصبحت أنام وأصحو وفكاي منطبقان بشدة إلى أن أُصبت بآلام، وصار الفك السفلي مفكوكاً قليلاً، ويحدث طرطقة عند فتح الفم أو الأكل، ولا يزال الشد موجوداً والألم دائماً في كل وقت، وأصبحت أتكلم بعصبية وقلق وأصرخ، رغم أنني أقرأ القرآن دائماً، وأصلي وأستغفر الله.

وبعدها تقدم لخطبتي شخص جيد وكنت فرحة جداً، فرفضه أهلي بحجة أنه ليس من نفس البلد، وكان صادقاً منذ البداية، فضغطت على أهلي وقبلوا بصعوبة، ولكنني كنت قد انهرت تماماً وفقدت سيطرتي على الوضع، وساءت علاقتي بهذا الرجل، وانفصلنا بعد أن مل من معاملتي له، وكنت أنا السبب، وزادت متاعبي، فأقبلت على الله أرجوه، وبصراحة لقد تعبت من الوحدة، وأريد أن يكون لي زوج، وأشعر بأن حالتي النفسية ستتحسن بعد الزواج، لكن قدر الله وما شاء فعل.. أريدكم أن تنصحوني لأتخلص مما أعانيه، أما أمر الزواج فقد تركته على الله كما كنت أفعل دائماً والله المستعان.

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نأسف من قسوة المعاملة التي قد يتعرض لها البعض في وقت الطفولة، وهذا قد يؤثر على الإنسان مستقبلاً، لكن في مثل حالتك الحمد لله تعالى أنت الآن ناضجة من جميع النواحي، فانظري إلى هذا الماضي مهما كانت قسوته وصعوبته على أنه مجرد عبرة ومجرد تجربة قد انتهت بما فيها من سلبيات وإيجابيات، وأرجو أن تسامحي أهلك على ما صدر منهم؛ فهذا من حسن الخلق، وفي نفس الوقت سوف يُشعرك بالرضا، ودائماً يجب أن نتذكر أن الأهل كثيراً ما يُخطئون في حقوق أبنائهم دون قصد منهم، بل يكون الهدف في معظم الأحيان هو أن يكون الابن أو البنت في أفضل صورة من الناحية التربوية، ولكن اختلاف المنهجية بل خطأ المنهج التربوي هو الذي يكون سائداً في مثل هذه الحالات.

العصبية والتوتر الذي يعتريك ربما يكون أيضاً التكوين النفسي الغريزي لك قد لعب دوراً فيهما، ولابد أن أشيد بجهدك في الدراسة، ومهما كان هناك عدم تحفيز ومبادرات إيجابية من الأهل، لكن الإنجاز في حد ذاته يجب أن يكون محفزاً كبيراً لك.

العصبية يتخطاها الإنسان دائماً من خلال التعبير عن الذات، فأرجو أن تتواصلي مع من حولك مهما كانت درجة عدم التفهم أو عدم القبول، وكوني دائماً أنت المبادرة بالأشياء الإيجابية في التعامل وفي القول وفي الفعل، فهذا إن شاء الله سوف يكسبك مودتهم وتقديرهم، وفي نفس الوقت لا تحملي عليهم كثيراً؛ فهذا كما ذكرت لك سوف يفيدك إن شاء الله.

فيما يخص الشد العصبي الذي أثر على الفكين، نعرف أن التوترات النفسية التي تؤدي إلى توترات عضلية تؤثر على هذه المنطقة من الجسم كثيراً، وفي نفس الوقت أنصح بأن تقابلي طبيب الأسنان ليتأكد من مفصل الفك؛ لأنه في بعض الأحيان قد يكون هنالك خلع بسيط في هذا المفصل ويكون سبباً في مثل هذه الأعراض، لكني أتفق معك في ذات الوقت أن العامل النفسي لا يمكن أن نتجاهله، وخير وسيلة لعلاج الشد العصبي هو تطبيق تمارين الاسترخاء، فهي تمارين جيدة ومفيدة جدّاً، ولتطبيقها أرجو أن تجلسي على كرسي مريح في مكان هادئ أو تضطجعي على السرير، بعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، وفكري في حدث سعيد، وخذي نفساً عميقاً وبطيئاً وقوياً، ثم أمسكي الهواء في صدرك، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذا الشهيق والزفير خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يمكن ممارسته مرة واحدة في اليوم.

هناك تمارين أخرى تُسمى بتمارين استرخاء العضلات المتدرجة، قومي مثلاً بالقبض على راحة اليدين بشدة شديدة حتى تحسين بالألم، ثم بعد ذلك قومي بإطلاق يديك، وهنا قولي لنفسك (الآن أنا في حالة استرخاء) كرري نفس الشيء مع عضلات البطن ومع عضلات الصدر ومع عضلات الفكين، وحتى مع عضلات العينين (الرمشين) وعضلات الرجلين والفخذين، فكل عضلات الجسم يمكن للإنسان أن يشدها ويقبضها ثم يُطلقها.

هذه التمارين الاسترخائية سوف تفيدك كثيراً، ويا حبذا لو كانت هنالك إمكانية لتذهبي إلى أخصائية نفيسة وليست طبيبة نفيسة لتقوم بتدريبك على هذه التمارين، أو يمكنك أيضاً الاستعانة ببعض المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

بقي أن أصف لك دواءً بسيطاً ومفيداً، يزيل هذا القلق والتوتر والعصبية، ويحسن من مزاجك، يعرف تجارياً باسم (زيروكسات) ويسمى في الجزائر بـ(ديروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة، تناوليها يومياً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة، تناوليها لمدة خمسة أشهر يومياً، ثم خفضيها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.. وهو من الأدوية الطيبة والجيدة والاسترخائية والتي تحسن المزاج وتزيل القلق والتوتر إن شاء الله.

ختاما: لقد أعجبتني مفاهيمك حول الزواج، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4156 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2369 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ