أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيمكن أن يحدث التضخم في الثدي في مرحلة البلوغ لتغير الهرمونات في فترة البلوغ، وهذا شيء طبيعي، وليس غريباً، وفي غالبية الحالات يختفي تورم الثدي من تلقاء نفسه، بدون أي علاج في خلال ستة أشهر، وقد يصل إلى 2 - 3 أعوام.

هناك الكثير من الرجال البدينين تتضخم عندهم الأثداء، والسبب في ذلك يعود إلى أن المصدر الأساسي لهرمونات الأنوثة عند الذكور هو تحول هرمون الاندروجينات ( الهرمونات الذكرية ) إلى هرمون الاستروجين ( الهرمونات الأنثوية )، بفعل إنزيمات موجودة في الأنسجة الدهنية، وكلما زاد وزن الجسم وأنسجته الدهنية زادت كمية الاستروجين؛ ولذلك يظهر الثدي، وتزداد المشكلة بزيادة الحجم الظاهر للثدي بسبب كمية الدهن تحت الجلد وكذلك، فإن الزيادة في الوزن تؤدي إلى خلل نسبة ( البروتين الرابط للهرمونات الجنسية )؛ مما يسبب خللاً جديدا في التوازن بين هذين النوعين من الهرمونات مع تقدم السن، ويمكن أن تظهر درجة من التثدي في الخمسينات.

هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الثدي لدى الرجال - الأورام التي تفرز هرمون الاستروجين مثل أورام الخصية، وأورام غدة الكظر - تشمع الكبد - بعد معالجة سوء التغذية وتناول بعض الأدوية - سوء استعمال" الهرمونات" - بعض الأغذية المخلوطة بالهرمونات - فرط نشاط الغدة الدرقية.

أنا لا أرى أن تعالج نفسك بنفسك، فجسمك ليس حقلا للتجربة دون وضع التشخيص، ونحن نستطيع أن نوجه، وقد يكون علينا من الصعب وضع التشخيص من المعلومات التي تكون في السؤال، والأهم من ذلك هو فحص الطبيب للمريض فقد يكشف الأمور، قد لا يكون المريض بنفسه عارفا بها، وكذلك فإن الطبيب يمكن أن يقوم بطرح الكثير من الأسئلة، والتي يمكن أن يحصل على الجواب عليها من المريض نفسه مباشرة.

ويجب أن تعرف أنه كما لا حياء في الدين ( أي أنه يمكن أن تسأل الأسئلة التي قد تراها محرجة، إلا أنه مهم معرفة رأي الشرع فيها )، وهذا نفس الشيء في الطب فهذه الأمور، لم تجنها أنت بسبب فعل فعلته إلا أنها من قدر الله، وإذا كانت تسبب لك الإحراج، ويمكن علاجها فيجب اتباع ما يلزم، ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).

وعادة ما يتم علاج ضخامة الثديين عند الرجال، عن طريق تشخيص السبب المرضي إن كان هناك سبب، وواضح من كلامك أنه لا يوجد أي سبب طبي لذلك.

قد ذكرت أنه كان وزنك زائدا، والآن قد نزل، فعليك بالتمارين الرياضية لعضلات الصدر، وبالمراقبة والانتظار؛ حيث أن أغلب الحالات تزول دون علاج.

إذا استمرت الحالة أرى أن تعرض نفسك على طبيب مختص بالغدد الصم.

هناك أدوية يمكن أن تعطى إن لم يكن هناك سبب، إلا أن هذه الأدوية تحتاج للمتابعة، وتعطى بإشراف الطبيب.

لا تبقي نفسك سجين الخوف، والطبيب لن يكون الأمر بالنسبة له إلا الكشف عن إن كان هناك أمر مرضي يحتاج للتشخيص، أما إن كان الأمر طبيعياً فسيطمئنك، وهذا الأمر شائع فلا تعتقد أنك الوحيد المصاب به.

والله الموفق.