أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : توجيهات للراغب في دراسة التاريخ الإسلامي والأوروبي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب لدي ثقافة إسلامية لا بأس بها في الفقه والحديث والسيرة، إلا أنني أطمح في المزيد، فأريد أن تدلوني - مشكورين- على مرجع أفهم من خلاله التاريخ الإسلامي ابتداءً من عصر الفتنة بعد مقتل الصحابي الجليل عثمان إلى سقوط الدولة العثمانية، ويكون هذا المرجع مبسطاً ومختصراً، كما أنني أحب أن أطلع على التاريخ الأوروبي القديم والحديث، وأريد أن تدلوني على مراجع لهما، وإذا كانت المراجع متوفرة على الإنترنت فهذا سوف يكون أسهل علي؛ وذلك بسبب صعوبة الحصول على الكتب العربية الجيدة في البلد الذي أعيش فيه، ولكم جزيل الشكر والثواب.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد الخالدي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا وبعد،،

فإن طلب العلم أفضل من كل نافلة، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولا يزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل، والعلم عميق بحره، والسعيد يأخذ من كل فن بطرق شريطة أن يبدأ بتحصيل العلوم الواجبة على كل مسلم، وهي ما تصح به العقيدة والعبادة، وما يتمكن به من التعامل مع الخلق بما يرضي الخالق، وفقه الضوابط الشرعية للعمل الذي يتكسب من ورائه رزقه.
ولا بأس بعد ذلك بالتوسع في دراسة العلوم، والأفضل أن تؤخر دراسة التاريخ الأوروبي وتجعله في مرحلة لاحقة حتى لا يصادف قلباً خالياً فيتمكن منه، وهذا خطأ يقع فيه كثير من المبهورين بحضارة الغرب، ثم يسارع بعد ذلك بانتقاص التاريخ والحضارة الإسلامية التي يجب أن نتذكر أنها هي التي أضاءت أوروبا وغيرها من بلاد الدنيا.

كانت أوروبا ظلاماً ضل سالكه **** وشمس أندلس بالعلم تهديه
كنا أساتذة الدنيا وقادتها **** والغرب يخضع إن قمنا نناجيه
واليوم تفنا لعز فرَّ من يدنا **** فهل يعود لنا ماضٍ نناجيه؟
في العلم والأخلاق مجدكم **** هذا البناء الذي يعلو ببانيه

وعندما نقلب صفحات التاريخ الإسلامي يجب أن نصطحب معاني هذا الدين ونحسن الظن بسلفنا الأبرار، فمن الخطأ قراءة التاريخ الإسلامي بنظرة مادية مجردة؛ لأن في ذلك تفريغ لهذه الحضارة العظيمة في معانيها الإنسانية والإيمانية، وهذا ما قصده كثير من أعدائنا الذين تناولوا تاريخنا، وما أكثر المظلومين في التاريخ الإسلامي، والإنصاف يقتضي أن نذكر المحاسن إلى جوار المساوئ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبيث.

ومن الكتب المهمة جداً لمن يرغب في دراسة التاريخ الإسلامي، كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، وكذلك ما كتبه ابن تيمية في هذا الجانب بالإضافة لمؤلفات الدكتور/ عبد العظيم الديب، ومؤلفات د/عماد الدين خليل، والأستاذ/ عبد العظيم علي شعوة، وأشرطة الدكتور/ الدعيج، وكتابات الدكتور/ عبد العزيز الحميدي وغيرهم من الفضلاء.

وإذا درس الإنسان التاريخ فكأنما أضاف أعماراً إلى عمره، والمطلوب هو الحرص على التحقق من صحة المعلومات التاريخية، والتأكد من خلو مؤلفاتها من الأغراض السيئة، فقد كان للفرق الضالة تشويه للتاريخ وظلم للعظماء.
وقد انتبه لهذا أهل الاختصاص في الجامعات الإسلامية، وهناك مشاريع علمية ضخمة لتحقيق التاريخ الإسلامي، وبيان الروايات الواهية والموضوعة التي ضخمها ورددها أهل الشر في كل زمان ومكان.
وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل قدرة المسيح الدجال من الله عز وجل؟ 12322 الثلاثاء 04-03-2014 01:40 صـ
فضل الإسلام وحضارته على سائر الأديان والأمم 7601 الاثنين 02-12-2013 02:12 صـ
ما هي مكانة المرأة في الإسلام؟ 5343 الاثنين 19-12-2011 07:29 صـ
جثة الشهيد بين التحلل والبقاء 4685 الثلاثاء 19-08-2008 08:53 صـ