أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الإحساس الشديد بعدم الثقة بالنفس وبالآخرين عند الفتاة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من إحساس شديد بعدم ثقتي بنفسي وبالآخرين، والخوف منهم، وقد ترعرعت في أسرة مفككة جداً، حيث تملكني شعوري بأنني وحيدة، وأنه ليس لدي من يمكنني الاعتماد عليه، على الرغم من أنني متزوجة عن حب، بعد صدامات عنيفة واجهتها من أسرتي.
ما زالت المشاكل منذ خمس سنوات أو أكثر، وقد تعلقت بزوجي جداً، حيث رأيت فيه كل ما حلمت به من أمان، واحتواء، ولكنه أصبح جزءاً من عدم ثقتي بنفسي، بما أنه مكابر جداً، وواثق بنفسه لدرجة الغرور، بدأ منذ فترة انتقادي في تفكيري، وعدم ثقتي بنفسي والآخرين، حيث يرددها من وقت لآخر، مما جعلني من سيئ لأسوأ، وبدأ إحساسي بعدم الثقة نحوه بعد موقف بيننا.
فما هو الحل لأتغلب على شعوري بعدم الثقة والإحباط والوحدة؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نتمنى أن نحسِّن من قناعاتك حول نفسك؛ لأن ما يسمى اعتلال الثقة بالنفس، أو اهتزازها، هو ناتج في أغلب الظن من مفاهيم خاطئة حول الذات.

الإنسان الذي لا يقدر ذاته، ولم يقيمها التقييم الصحيح، وينظر إليها دائماً من منظور سلبي، ويجعل هذه الصورة السلبية المشوهة تتكون في داخل نفسه، هذا يؤدي إلى ما نسميه باهتزاز الثقة بالنفس، وفي بعض الحالات يكون الاكتئاب النفسي عاملاً رئيسياً في اهتزاز الثقة بالنفس.

أيتها الفاضلة الكريمة! أنا لاحظت أنك لديك توجهات سلبية جدّاً نحو أسرتك ونحو زوجك، وهذه لابد أن تصحح، ولابد أن تكوني متجردة، وحاولي أن تنظري أيضاً إلى الجوانب الإيجابية الموجودة في أسرتك، وكذلك الجوانب الموجودة في زوجك.

هذه سوف تجعلك أكثر قبولاً، وأكثر تواؤماً مع الواقع الذي تعيشينه، ولكن إذا نظرت فقط إلى الجانب السوداوي في هذه العلاقات الأسرية، فهذا لا شك أنه سوف يجعلك في حالة من الفاقة النفسية، وافتقاد المقدرات الإيجابية، وهذا لا شك أنه سوف يعود عليك بأضرار نفسية كثيرة.

إذن: نقطة الارتكاز الأولى نحو التحول الإيجابي نحو نفسك، هو أن تنظري أيضاً لزوجك، ولأسرتك من منظور إيجابي، مهما كثرت سلبياته في نظرك، فلابد أن تكون هنالك إيجابيات قد غفلت عنها؛ لأن الواقع سلبي قد سيطر عليك، أو على الأقل هذه السلبية قامت من وجهة نظرك.

ننصحك وندعوك دعوة صادقة للتفكير والتأمل الإيجابي حول أسرتك وحول زوجك.

ثانياً: لابد أن يكون هنالك درجة من التسامح مع الآخرين، وكما يقال دائماً - وهذه في نظرنا حكمة عظيمة - أن الإنسان دائماً يسعى لأن يعزز علاقاته مع الآخرين، فيما اتفق معه فيه، ويحاول أن يجد العذر لهم فيما قد اختلفوا فيه.

هذا أمر طيب وجميل، ويشعر الإنسان بدرجة عالية من الرضا والتدبر الإيجابي.

نصيحتنا لك أيضاً هي أن تسعي دائماً لتطوير ذاتك، وذلك من خلال الإدارة الجيدة للوقت؛ لأن الإدارة الجيدة للوقت تجعل الإنسان يقسم زمنه بين المهام الحياتية، والاجتماعية، مما يشعره أيضاً بالرضا وتطوير المهارات.

الشيء الآخر وهو ضروري: حاولي أن تكوني نافعة لغيرك، وذلك من خلال الانخراط في العمل التطوعي والخيري، والانضمام إلى جمعيات البر والإحسان، والأنشطة الثقافية، هذه تقوي حقيقة من تصور الإنسان نحو ذاته، وهي من الأسس الضرورية للتنمية البشرية من وجهة نظري، واجعلي نظرتك نحو المستقبل دائماً إيجابية.

ولنا حقيقة نصيحة أساسية وهي: أن هذه الكلمة وهي قولك (إنني أحس بعدم الثقة في نفسي) يجب أن تتبدل، ويجب أن تتغير، ويجب أن لا تكون جزءً من المنظومة الفكرية بالنسبة لك.

أيتها الفاضلة الكريمة! حاولي أن توسعي من شبكتك الاجتماعية التواصلية، هذا يزيل عنك الوحدة، وكذلك الشعور بالإحباط، وإذا كنت تحسين بإحباط حقيقي فأنا أنصح في مثل هذه الحالات أيضاً بتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، هو دواء جيد وبسيط جدّاً، والجرعة التي تحتاجينها هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراماً، ويمكنك الاستمرار عليها لمدة ثلاثة أشهر.

نود أن نؤكد لك تماماً أن الدواء سليم وجيد، وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

إذن خلاصة الأمر هو أن تعيدي تقييم ذاتك بكل تجرد ومصداقية، ويجب أن تفكري في الجوانب الإيجابية، ويجب أن تقبلي ذاتك، ثم تسعي لتطويرها، هذا مهم جدّاً، ولابد أن تقوم علاقتك مع الآخرين على التقدير وعلى الاحترام، وعلى قبول الآخر، حتى وإن كان ناقصاً ومعلولاً من وجهة نظرك.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: العلاج السلوكي لقلة الثقة بالنفس: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 )، علاج الإحباط سلوكياً : (1131 - 234086 - 259784 - 264411 - 267822 - 248493).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2390 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3647 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1569 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1903 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ