حب الشهوات
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
وإذا قرأت {زُيّن للناس حب الشهوات} فاعلم أن إكمال التفكير يريك الحقيقة فهل تفكرت..؟- ترى امرأة جميلة، وقد ترى في موقفها أو أخلاقها سهولة أو ضعفا أو ميلا إليك، فتُمني نفسك بنيْلها حراما وتفكر في الأمر فتشتاق وقد تأخذ خطوات، وقد ترى أنك إن وصلت إلى ذلك فقد (ظفرت !)، وقد تندم أو تحزن لعدم الوصول والحصول..!
لكن فقط أنت لم تكمل التفكير، ولو أكملت لتغيرت الفكرة تماما..
فإنك لو ظفرت بها (هكذا تصور النفس) فقد زنيت وفحشت، وصرت صاحب فاحشة، وصار لك اسم (فاجر)، واسم فاسق و(بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)، وسقطت عدالتك وخدش دينك..
ودخلت قبرك بكبيرة، وتنتظر فور الوفاة الدخول إلى تنور (فرن) الزناة بمجرد دخولك قبرك، ثم أتيت ربك زانيا فاجرا هاتكا عرض، قد تعديت حده وانتهكت حرمته وزنيت بأَمته وأذللت أهلها، وذقت مرارة المعصية بمجرد قضاء النهم..
ثم رأيت حقيقة اللذة أنها كانت وهْما..!
- يُعرض عليك مال حرام بسرقة أو ربا أو اختلاس أو أكل ميراث أسرتك أو خيانة أمانة أو نصب ودجل وخديعة أو غير ذلك..
فتمني نفسك بحصوله، وتتجرأ على حرمات الله، وقد تصل للمال وتناله في يدك، فترى في التمتع به فوزا..
لكنك أيضا لم تكمل التفكير، فثمة مرارة لاحقة، وذنب يطاردك، وألم في نفوس الآخرين فتستمتع على حسابهم، وترى لوما في عيونهم، وكراهةً وحقدا، ومصيبةً لحقت ببيوت وأُسر وأزمة دخل فيها الكثير..
ثم صرت خائنا فاسقا ناقص الإيمان، كل لحظة تعيشها مستمتعا بمال غيرك وبمرارة ومصيبة لآخرين، وكل لحظة آثمة، ثم تلقى الله بمظالم لا تحصرها، فكل نفس تألمت وزرها عليك وكل حق ضاع بل فقط تأخر تحاسَب عليه، تترك كل المال لغيرك وتحاسَب عليه جميعا، فاقتحام المهلكة حمق وتركه هو مسلك أولي الألباب.
- يلوح لك منصب لا تستحقه أو منصب وزره أعلى من نفعه، تتنازل فيه عن قيمك أو مبادئك أو دينك، تقف في مصاف الخدم وطوابير الخونة ودور الأذلة، يسيل لعابك عليه وقد تحزن لفواته، وقد تصل إليه و(تناله) أو (ينالك) فتتبدل وتهبط، يراك الناس مهابا مقدَّما وفي حقيقتك ذليل، الشكل شكل أسد والحقيقة حقيقة فأر، يرونك قائدا وأنت مقود، ويرونك آمرا وأنت مأمور، بداخلك عبد لا حر..
ثم تلقى الله باسم العبد لا باسم المنصب، عليك آثام ما فعلت وما كنت مسؤولا عنه، وما تأثر به غيرك بأمرك وقراراتك، ويُكتب عليك ما كان يجب عليك فعله ولم تفعله..! فصرت نادما ملوما، حقيرا ذليلا، فتلقى في جهنم ملوما مدحورا (صاغرا)..
المقدم على هذا سفيه، وبينما أولو الألباب يتقدمون حين يكونوا مأمورين بأمر الله لنفع المسلمين ونصحهم مجردا..
- يخدعون فتاة لترقص أو تغني، أو شابا للشهرة بالغناء والتنطيط والتفاهة، أو التمثيل..
يحلمون بذلك ويتقاتلون على ذلك، وقد يدعون (الله) أن ينالوا هذا..
تغري الشهرة والمال والأضواء والنجومية.
لكنهم فقط لم يكملوا التصور، ولو أكملوا لعلموا أنهم مسؤولون عن كل شخص من الملايين التي تشاهدهم وتتأثر بهم وتعصي بسببهم، ويحملون أوزارا لم تخطر ببالهم..
قيم تبدلت وأخلاق تغيرت ومعاصٍ ارتُكبت وفواحش وقعت بسببهم؛ فكتب الله لهم أعمالهم وكتب تعالى آثار أعمالهم ودخلوا بها القبور..
لم ينفعهم خداع شيوخ الباطل ولا جدال (مهرج) في شكل مفكر أو سياسي أو صحفي أو إعلامي أو أستاذ..
وتلعنهم الأجيال بعد ذلك بإذن الله، ثم يلعنهم الله ويلعنهم خلقه يوم يقوم الأشهاد.
أكمل التفكر لتعرف حقيقة ما تقدم عليه، بل لتتذوق الحقيقة، وعندها ثق أنه سيتغير موقفك.
اعوجاج الاختيارات يأتي عندما تغيب الآخرة، ولو حضرت الآخرة لاستقامت الأمور..
اللهم هل بلغت..؟