أرشيف المقالات

زكريا بطرس و(محاسبة شيوخ الإسلام)

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

زكريا بطرس كالذي في غرفة نومه ينادي بأعلى صوته على بعيدٍ في بلد آخر بأن يخرج له وينازله، وأنى له أن يسمع؟!، وأن الطريق لمن يجيب؟!

بُحَّتْ الحناجر في البالتوك ومواقع الشبكة العنكبوتية من النداء على زكريا بطرس كي يأتي ويناظر، و بُحَّتْ الحناجر على أتباع زكريا بطرس لينظروا فيما نقول عن أبيهم بطرس ليعلموا أنه كذوب، وكأننا ننادي الصخرَ الصلاب...
وكأنْ لا حياة لمن ننادي.

وخداعاً لجماهيره يقوم بطرس من حين لحين باستضافة (شيخٍ خليجي) لا يعرفه أحد، مع أن المعروفين من شيوخ الخليج كثر، ومع أن المنادين على بطرس من الشيوخ وطلبة العلم كُثر، إلا أنه يأتي في كل مرة بمن لا نعرفه، ولا يعرفه أحد!!

وفي كل مرة يفضحه ربك ـ فربك لا يحب الكذابين ـ ويتبين أن هذا (الشيخ) صبي من صبيان بطرس الذين يعملون معه، ويتبين أنها تمثلية يخدع بها الجماهير!!

إنه بطرس: كذاب لئيم.

وفي طريقة بطرس في التعاطي مع المناظرات أمور يجب أن نلتف إليها:

أولها: أن الرجل لا يتجه لمناظرة المعروفين من أهل العلم، وإنما يخادع الجماهير بمناوشتهم، وأنه يمتلك أساليب كثيرة للمناورة وكسب الوقت.

ثانيها: أن بطرس يتحرك في اتجاه آخر، هو الاتجاه الأساسي له، هذا الاتجاه هو إلقاء تعاليم كاذبة عن الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يخاطب بهذا الطرح الجماهير التي تسمعه، وما المناظرة إلى تثبيت للجماهير كي تسمع أكثر؛ فالصراع الآن على التحدث للجماهير، وليس على هزيمة بطرس في مناظرة.

ثالثها: يمثل بطرس غنيمة باردة جداً لمن شاء إظهار حقيقة النصرانية وحقيقة من يدعو إليها، فهو كذاب، وهو رديئ، وهو يدعو إلى ما لا يقبله عاقل؛ وهو قد جمّع الناس، فكَشْفُ كَذِبِه، وكشف ما يخفيه من قبيح ملته، يكفي جيداً لأن يشرح الله به صدور قوم إلى الإسلام، ويذهب الله به الحيرى من صدور قوم جهلوا دينهم، وغرهم هذا الصغير بكذبه.

إن بطرس الآن يتطاول على شيوخ الإسلام فيما يعرف بـ (محاسبة شيوخ الإسلام)، وهو بهذا لا يستفزهم لمناظرة، أبداً، بل تجرأ عليهم حين أمن منهم الرد، وعلم أنهم التزموا الصمت، وإن عدم الرد عليه، وخاصة أن من تطاول عليهم هذا الصغير ممن لهم منابر دعوية عالية وجماهير عريضة، فلا يحل السكوت لأن السكوت يعني صدق ما يقول، ولا يصح اختصار المواجهة مع بطرس في الدعوة لمناظرة ونكتفي بهروبه، بل الأنكى والأشد أن نتعاطى شخص بطرس، نبين أنه كذاب لئيم.
والأنكى والأشد أن نتعاطى ما يتناوله بطرس حال حديثه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والقرآن العظيم، وأن نتعاطى ما يخفيه بطرس عن كتابه (المقدس)، وعن عقيدته (الفداء).

هذا أنكى، وهذا أرجى للأثر في حياة الناس، وبهذا يفشل الله خطته، وخطة من ورائه.

فإنهم الآن يأخذون على يديه، ويحاولون (نحره) أو البراءة منه، عن طريق إظهار عيوبه وعقوباته المتتالية من الكنيسة، يقطعون الطريق على من يريد المواجهة الفكرية الشاملة بين النصرانية والإسلام...
إن هذا ما يزعج القوم.

أمارة ذلك أنهم أخرجوا (كباراً) من بينهم يدافعون عن كتابهم (المقدس)، كالقمص عبد المسيح بسيط، وقد أعلن أنه مندوب للكنيسة على البالتوك حين جاء للبالتوك، وخرج (بيشوى)، ـ وهو الثاني في الكنيسة بعد رأسها شنودة الثالث ـ يتحدث عن النصرانية، وأنها كالإسلام في كثير من الأمور، وأن ما يقوله هو وبني ملته عن المسيح موجود في القرآن، وتكلم بهذا في برنامج تلفزيوني شهير، وهو كاذب وسنأتي على كلامه إن شاء الله ونبينه للناس.

إن القوم يريدون بطرس فقط لإهانة الإسلام وتشويه صورته في حس أتباعهم وفي حس المسلمين، كانت خطوة غير محسوبة، وهي الآن تتطور وتتصاعد في اتجاه كشف النصرانية، وهم الآن يتدافعون للحيلولة دون حدوث هذا!!

أيها السادة الكرام:
النصرانية لم تواجه مرةً، ولم تكتسب الأتباع بالفكرة، وليس عندها ما تقدمه للعقول، ولا أريد استحضار النوعية الرديئة التي تتنصر، ولا عددَ من يتنصر بالدعوة، ولا حال من يتنصرون في أدغال أفريقيا ومستنقعات شرق أسيا طلباً للطعام، كشاهد على أن هذا (الدين) ليس عنده ما يقدمه للعقول، وأن أصوب ما يقال فيه أن العاقل لا يكون نصرانياً أبداً.

إنهم ليستطيعون إقناع عاقل بصحة ما هم عليه، وإن البغايا يسترن وجوههن خجلاً حين يتحدث الكتاب (المقدس) في بعض فقراته، فبينوا هذا للناس.

المراهنة الآن على خطاب هادئ موجه للجماهير يعرفهم بحقيقة ما يدعوهم بطرس إليه، وحقيقة ما ينفرهم عنه.
والمراهنة الآن على أن لا تتكرر هذه الهجمة ثانية، وذلك بتبني دراسة النصرانية بين صفوف الصحوة الإسلامية. وإن بطرس غنيمة لا ينبغي التفريط فيها، ولا ينبغي اختزالها في تكذيبها فقط، أو في مناظرتها،
وإن الفرصة لا زالت سانحة لنسير بهدوء إلى عملٍ تاريخي يخرج الله به (شعب الكنيسة) من ظلمات النصرانية إلى نور الإسلام، فزكريا بطرس (كفكر أو كعمل) لن يؤثر فيها بيانات الكنيسة بأنه شاذ أو أنه بروتستنتي مندس، أو أنه مشلوح (مطرود).

لن ينتهي ذكر هذا الخبيث وإن حاربته الكنيسة كلها، فهو مُجَهَّزٌ، وتحت يديه فريق عمل مدرب، وخلفه منتفعون من مصلحتهم أن يبقى هذا الطرح الرديء، وله أشباه بين صفوف النصارى، ليس أولهم مرقص عزيز (الأب يوتا).
ولذا سيبقى بطرس (كفكر وتوجه) يعمل لحين، فعلينا أن نسعى بهدوء إلى هدفٍ واحد وهو البيان للناس..
بيان الإسلام وبيان النصرانية ليدخل الناس في دين الله أفواجاً، وعندها سيندم بطرس على (محاسبة شيوخ الإسلام).


أبو جلال/ محمد بن جلال القصاص
مساء الخميس 13رمضان 1430 هـ
‏04‏/09‏/2009




شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣