مع القرآن - على من يا رب تعرض جهنم عرضاً ؟
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
على من يا رب تعرض جهنم عرضاً ؟على هؤلاء : الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا .
كانوا مبصرين بلا بصيرة , يستمعون و كأنهم صم الآذان لا يستفيدون مما سمعوا شيئاً.
لإعراضهم عن الرسالة و بعدهم كل البعد عن مرسل الرسالة و رسوله صلى الله عليه و سلم , كارهين مبغضين لكل من يدلهم عليه , محتقرين مستهزئين بهم في كثير من الأحيان , مقللين من شأنهم في معظم الأحيان .
{الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف101]
قال الطبري في تفسيره :
قول تعالى: وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين الذين كانوا لا ينظرون في آيات الله، فيتفكَّرون فيها ولا يتأمَّلون حججه، فيعتبرون بها، فيتذكرون وينيبون إلى توحيد الله، وينقادون لأمره ونهيه، وكانوا لا يستطيعون سمعا ، يقول : وكانوا لا يطيقون أن يسمعوا ذكر الله الذي ذكَّرهم به، وبيانه الذي بيَّنه لهم في آي كتابه، بخذلان الله إياهم، وغلبة الشقاء عليهم، وشُغلهم بالكفر بالله وطاعة الشيطان، فيتعظون به، ويتدبَّرون، فيعرفون الهدى من الضلالة، والكفر من الإيمان.
وكان مجاهد يقول في ذلك ما حدثنا محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله { لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} قال: لا يعقلون.
و قال السعدي في تفسيره :
{ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي } .
أي: معرضين عن الذكر الحكيم، والقرآن الكريم، وقالوا: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } وفي أعينهم أغطية تمنعهم من رؤية آيات الله النافعة، كما قال تعالى: { وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ }
{ وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا } أي: لا يقدرون على سمع آيات الله الموصلة إلى الإيمان، لبغضهم القرآن والرسول، فإن المبغض لا يستطيع أن يلقي سمعه إلى كلام من أبغضه، فإذا انحجبت عنهم طرق العلم والخير، فليس لهم سمع ولا بصر، ولا عقل نافع فقد كفروا بالله وجحدوا آياته، وكذبوا رسله، فاستحقوا جهنم، وساءت مصيرا.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن