هل غربة اللسان هي بداية الغربة
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
رن جرس الهاتف في بيتي مبكرا ذات صباح .. علي الطرف الآخر جاءني صوت رجل يسأل بالإنجليزية : - أهذه شركة....? وبتلقائية ودون تعمد أجبته: لا...
صمت قليلا ثم سألني: أتتحدثين الإنجليزية ? قلت : نعم فكرر السؤال وقال: أنا من تركيا ، هل هذه شركة....? أجبته: لا هذا منزل ..
فرد بإنجليزية سريعة متقنة: أعتذر عن الإزعاج شكر وأغلق الخط لتفتح محادثته في رأسي نفق من التساؤل من دولة الخلافة الإسلامية ويتعثر سمعه في التقاط لفظ عربي واحد, ولسانه يلجم دون نطق سؤال بسيط ? - تذكرت مؤامرة التتريك ، وقبلها مأساة إسقاط الخلافة واستمرار المخطط لتصبح العامية - في عرف الأدباء الشبان - جسرا إلي العالمية وليعلن أستاذ لغة عربية أن لغة الضاد مكانتها مشروطة بعطائها الحضاري فقط ، وكلما حاول م قدم البرنامج - الذي يتحدث فيه أستاذ اللغة - أن يسأله: ألا يعد نزول القرآن بالعربية رمزا لتفردها منذ البداية? كرر إجابته السابقة بمزيد من الإصرار, وأيضا ليصبح حال العربية علي لسان أبنائها - بل ومعلميها- دعوة لحوحا إلي الرثاء والبكاء , ورأيت النقطة علي حرف الضاد دمعة كبيرة متحجرة شاكية. - لقد قالها من لا بنطق عن الهوي عليه الصلاة والسلام: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا. - فهل غربة لغة القرآن بين أهلها بداية منذرة بغربة الإسلام?