أرشيف المقالات

مشروعية التأمين في الصلاة والدعاء

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
مشروعية التأمين في الصلاة والدعاء
 
(آمين) كلمة عربية محفوظة في معاجم اللغة العربية ومعناها: اللهم استجب، وبعض العوام يدعي أنها غير عربية لكونه قد يسمع بعض النصارى يقولونها، وهذا من توافق اللغات، فمثلا: أرض تسمى أيضا في اللغة الإنجليزية (إرث) (Earth).
 
ومن أشعار العرب في قول آمين قول قيس بن الملوح العامري الملقب بمجنون ليلى المتوفى سنة 68 هجرية:
يا رب لا تسلبني حبها أبدًا  *** ويرحم الله عبدا قال آمينا
 
وقال الشاعر المشهور جرير بن عطية الخطفي المتوفى سنة 110 هجرية:
أُعطيت عافية ونصرًا عاجلًا *** آمين ثم وقيتُ أسباب الرَّدَى
 
وقال إسماعيل بن محمد الملقب بـ « السيد الحميري » المتوفى سنة 173 هـ في مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

تلك الدماء معا يا رب في عنقي
ثم اسقني مثلها آمين آمينا

آمين من مثلهم في مثل حالهم
في فتية هاجروا في الله شارينا

 
وقال شاعر آخر:
آمين آمين لا أرضى بواحدة  *** حتى أبلغها ألفين آمينا
 
وقال شاعر آخر:
لا قدَّسَ اللهُ امرأ لم يقل *** عند دعائي لك آمينا
 
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة الدوسي اليماني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « إذا قال الإمام: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ».
 
رواه الإمام مالك في "الموطأ" (1/ 87)، وفخر اليمن الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه" (2644) و (2645)، والإمام أحمد بن حنبل في "مسنده" (7187)، والإمام البخاري في "صحيحه" (782)، والإمام مسلم في "صحيحه" (410)، وأبو داود (936)، والترمذي (250)، وابن ماجه (851)، والنسائي (927)، والدارمي (1282)، وابن خزيمه في "صحيحه" (575)، وابن حبان في "صحيحه" (1804)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8956)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2433)، وغيرهم كثير.
 
قال العلماء: سورة الفاتحة فيها أعظم دعاء ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، فيستحب بعد قراءتها قول: آمين.
 
وبعض الزيدية ينكر التأمين، ولا يعلم أن في كتاب "مسند الإمام زيد بن علي" في باب دعاء الوتر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يدعو في قنوته ويقول: آمين.
 
وفي كتاب "الأمالي" لأحمد بن عيسى بن زيد بن علي حديث في التأمين من رواية علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
 
وقد اختار الإمام الزيدي المشهور يحيى بن حمزة الحسيني في كتابه "الانتصار" في باب: صفة الصلاة جواز قول المصلي: « آمين »، وقرر أن قولها لا يفسد الصلاة كما ادعى بعض الزيدية، وهو الناصر الأطروش، وقرر - رحمه الله - أن الحديث المذكور في التأمين مقبول، ولا يصح رده والطعن في رواته.
 
وقال قاضي قضاة اليمن محمد بن علي الشوكاني في كتابه "نيل الأوطار" (ج 2 ص 259): « حكى السيد العلامة الإمام محمد بن إبراهيم الوزير عن الإمام المهدي محمد بن المطهر أنه قال في كتابه "الرياض الندية": إن رواة التأمين جم غفير، وهو مذهب زيد بن علي وأحمد بن عيسى بن زيد بن علي ».
 
والتأمين كان مشهورًا في عصر الصحابة، فقد روى الإمام البخاري في كتابه "التاريخ الكبير" (6/ 464) عن التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح قال: « أدركت مائتي نفس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد إذا قال الإمام: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] سمعت لهم رجَّة بآمين ».
 
وأختم هذا البحث بهذا الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه في "سننه" في كتاب: الصلاة، باب: الجهر بآمين:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قال: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] قال: (آمين).

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن