شروط الاحتفاظ بمنافع الحج
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
شروط الاحتفاظ بمنافع الحجإذا أردت الاحتفاظ بمنافع الحج المتقدمة فاجتنب ما يلي:
1- الإلحاد في الحرم: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج 25].
أ- قال ابن كثير: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ ﴾: أي يَهُم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار.
ب- وقوله: (بظلم) أي عامدًا قاصدًا أنه ظلم ليس بمتأول كما قال ابن جريج عن ابن عباس: هو التعمد.
ج- وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: بظلم: بشرك.
د- وقال مجاهد: أن يُعبَد فيه غير الله، وكذا قال قتادة وغير واحد.
هـ- وقال العوفي عن ابن عباس: (بظلم) هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة، أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم.
و- وقال مجاهد: (بظلم) يعمل فيه عملًا سيئًا، وهذا من خصوصيات الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان عازمًا عليه وإن لم يوقعه.
(انظر: تفسير ابن كثير ج 3/ 214).
أقول: ومن الإلحاد في الحرم ما يفعله المجرمون مِن قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وينطبق عليهم قول الله تعالى:
﴿ إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة 33].
علمًا بأن المشرك كان يلقى قاتل أَبيه، فيُعرض عنه احترامًا للحرم، والمسلم أحق باحترام البيت وتعظيمه من المشرك، والله تعالى يقول: ﴿ وَإذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة 125].
والحكومة السعودية -وفقها الله- قامت بواجبها بإنزال العقوبة العادلة على هؤلاء المجرمين الذين يسعون في الأرض فسادًا ويلحدون في الحرم، وقد توعدهم الله يوم القيامة بالعذاب.
2- الشرك بالله: وهو صرف العبادة لغير الله كدعاء الأموات والغائبين لقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإنْ فَعَلْتَ فَإنَّكَ إذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس 106].
[الظالمين: المشركين].
وإذا وقع المسلم في الشِّرك بَطَل حَجه وعمله لقول الله تعالى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].
3- الرياء: وهو العمل الذي يراد به السمعة، فيحج ليقول عنه الناس: الحاج، علمًا بأن كلمة (الحاج) التي يطلقونها على من حج البيت لم يعرفها السلف الصالح، فلم نسمع عن واحد منهم قال في أخيه: (الحاج عمر) مثلًا؛ لأنها من بدع المتأخرين.
فأخلص حجك لله يَا أخي المسلم وقل كما قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ حَجة لا رياء فيها ولا سُمعة"؛ (صحيح رواه ابن ماجه).