رابع الخلفاء علي بن أبي طالب (3)
مدة
قراءة المادة :
16 دقائق
.
رابع الخلفاء علي بن أبي طالب (3)ذكر شيء عن وقعة الجمل وملخص خبرها:
إن وقعة الجمل سببها وإثارة حركتها هو القيام بطلب دم عثمان، وكان أغلب قتلته من أهل البصرة، فقام طائفة من أهل المدينة وممن بالحجاز من بني أمية.
ومن ضمن من قام: طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعائشة رضي الله عنهم، حيث عظم عليهم قتل عثمان، ورأوا أنهم إن لم يقوموا بطلب دمه أن يحل عليهم سخط من الله، فاجتمع الطالبون بدمه، فالتف معهم من ليس غرضه إلا التحريش بين المسلمين وإثارة الفتن، فتوجهوا إلى البصرة، وأما علي رضي الله عنه، فكان موقفه من الثوار الذين قتلوا عثمان بأنهم مارقون ومطالبون بدم عثمان، وأن لا يفلتوا من العقاب، ولكن هيهات ما داموا في المدينة بحال قوة وكثرة وهيمنة، والمعاقب لا بد أن يكون في حال قوة غالبة، فلما رأى علي أنهم توجهوا إلى البصرة؛ سار إليهم في أربعة آلاف من أهل المدينة فيهم ممن بايع تحت الشجرة، فالتقى بطلحة والزبير ومن معهما عند البصرة، فأرسل علي القعقاع بن عمر واسطة بين الفريقين يسعى بالصلح وترك القتال، وخطب علي في الناس ثم قال: ((ألا وإني مرتحل غداً؛ فارتحلوا عند ذلك.
قال ابن السوداء (عبيد الله بن سبأ) لأصحابه: إن تصالح علي مع عائشة، فهو على دمائكم، ولكن اختلطوا في الناس مع كل قوم فرقة منكم، وإذا التقى الناس غداً فابدؤوا القتال ولا تتركوا للناس مجالاً للتفاهم.
وفعلاً قبل أن يلتقي المسلمون للصلح بدأ أتباع ابن سبأ بالقتال، كل من وجهته في الفريقين، فظن كل من الفريقين أن صاحبه قد خان ونقض عهده؛ فوقعت معركة الجمل التي قتل فيها آلاف كثيرة من المسلمين من غير قصد من المسلمين؛ بل بسبب من أثار الفتن على عثمان، فما زال يواصل شره وفتنته في المسلمين.
أما طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، فقتل في هذه الوقعة، قيل: إن الذي قتله مروان بن الحكم، وأما الزبير رضي الله عنه، فإنه رجع منصرفاً عن القتال وعن الوقعة؛ لما ذكره علي بحديث رواه علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: ((إنك يا زبير تقاتل علياً وأنت له ظالم)).
فعند ذلك انصرف راجعاً، فعارضه عمرو بن جرموز التميمي الخارجي وجماعة معه؛ فقتل الزبير بوادي السباع، قيل: قتله غيلة.
وأما عائشة فأدخلها أخوها محمد البصرة بأمر من علي مكرمة ومحترمة، ثم جهزها أمير المؤمنين علي إلى المدينة بجميع ما يلزمها ومعها أربعون امرأة؛ حشم لها، رضي الله عنها ورضي الله عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
ملخص وقعة صفين وما جرى فيها:
لما بويع لعلي رضي الله عنه بالخلافة وتمت له البيعة ممن كان بالمدينة ومن جميع المدن في الآفاق الشاسعة والأقاليم؛ صار خليفة عامة خلافة نبوة كما ورد في حديث سفينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه أنه قال: ((خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤت الله ملكه من يشاء)).
ولم يبق إلا أهل الشام تحت ولاية معاوية؛ فلم يبايع بحجة مطالبته بدم عثمان، وإلا؛ فهو رضي الله عنه يعترف لعلي بالفضل والسابقة، وأنه هو أحق من غيره بالخلافة، ولكن امتناعه عن المبايعة لعلي حتى يستوفي من الثوار دم الشهيد عثمان رضي الله عنه؛ لأنه ولي دم عثمان، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا...
﴾ [الإسراء: 33][1].
وأمير المؤمنين علي يعتقد أن الثوار ملحدون وجوره ظالمون، لكن يعتذر من الاستيفاء منهم أن هذا يتعذر عليه وغير داخل في استطاعته؛ لما للثوار من القوة والكثرة والهيمنة، ويعتذر من بعض من أشار إلى ذلك بأن الاستيفاء في إمكانه فيما بعد.
وقد ثبت أن علياً رضي الله عنه قد بذل جهده هو وغيره من الصحابة في الدفاع عن عثمان؛ فقد أرسل علي ابنيه الحسن والحسين عند باب عثمان وأبو هريرة، وعبد الله بن سلام، وعبد الله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة ومواليهم؛ كل هؤلاء بذلوا جهدهم واستطاعتهم في الدفاع عنه كما مر ذكره.
ثم إن أمير المؤمنين علياً قد أرسل إلى معاوية وتفاوض معه بالدخول تحت الطاعة والمبايعة وحقن دماء المسلمين، فلما رأى أنه مصمم عن المبايعة؛ زحف كل منهما بجيشه، فالتقت جيوش الإسلام بعضها إلى بعض بمكان يدعى صفين، فدامت بينهما، عدة وقعات كثيرة وقتل من الفريقين خلق كثير؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكل منهما في اعتقاده مجتهد، ومن ضمن من قتل من جنود علي عمار بن ياسر رضي الله عنه، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: ((ويح ابن سمية! تقتله الفئة الباغية)).
نرجو من الله تعالى أن يسامح الجميع، وأن يغفر لمسيئهم ويثيب مصيبهم؛ إنه على كل شيء قدير، اللهم صلي على محمد.
ذكر مقتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
سببه أن طائفة من الخوارج المارقين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في عهده بحجج باطلة، وقد توارد عنهم أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سيخرجون بعده، ووصفهم بأوصافهم ونعتهم، وكشف عنهم وعن أعمالهم، وأمر بقتلهم.
ففي الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عنه سويد بن غفلة: قال علي رضي الله عنه: ((إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوالله؛ لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم؛ فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة)).
وورد فيهم أحاديث كثيرة.
فلما خرجوا على أمير المؤمنين علي بعد وقعة صفين راسلهم علي وأرسل عليهم ابن عمه عبد الله بن عباس، ورجع منهم من رجع، وبقي منهم عدد كبير، استمروا على نبذ العهد وعدم الطاعة؛ فقاتلهم علي رضي الله عنه بمن معه من المسلمين، فهزمهم وأباد خضرائهم، وهذه الوقعة هي وقعة النهروان المشهورة.
وبعد هذه الواقعة اجتمع ثلاثة من الخوارج من بقاياهم قطع الله دابرهم، وهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك (واسمه: الحجاج)، وعمرو بن بكر التميمي الخارجي؛ فاتعدوا وتعاهدوا على قتل كل من علي ومعاوية وعمرو بن العاص ليلة سبع عشرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة.
فقال ابن ملجم: أنا لكم بعلي بن أبي طالب بالكوفة، وقال الآخر: أنا لكم بمعاوية بالشام، والآخر قال: أنا لكم بعمرو بن العاص بمصر.
فذهب كل منهم إلى مصره الذي يريد، أما ابن ملجم؛ فقد نفذ غيظه في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقضى عليه، وأما صاحب معاوية؛ فضربه ضربة أو ضربتين، فلم تصب مقتله، فسلم بحمد الله، وأما صاحب عمرو بن العاص؛ فوافق عمرو بن العاص تلك الليلة مريضاً، فلم يخرج، وأناب عنه للصلاة خارجة بن حذافة، فظن المجرم أنه عمرو فطعنه، فقضى عليه؛ فكذا قيل في معرض الأمثال: ((أردت عمراً وأراد الله خارجة....)).
قُتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليلة سبع عشرة من رمضان سنة أربعين هجرية؛ فكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأيام، واختلف في سنه يوم مات؛ فقيل: سبع وخمسون سنة، وقيل: ثلاث وستون رضي الله عنه وأرضاه.
ذكر المؤرخون أن جندب بن عبد الله دخل على علي بعد ما أصيب، فقال له: ((يا أمير المؤمنين! إن فقدناك ولا نفقدك، أفنبايع الحسن؟ فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر بأنفسكم)).
فلما استشهد علي رضي الله عنه؛ بايع أهل الكوفة ابنه الحسن، وأول من بايعه قيس بن سعد بن عبادة، وتتابع الناس بالمبايعة وخصوصاً أهل العراق.
قال أبو عمر ابن عبد البر: ((بايع الحسن أكثر من أربعين ألفاً، كلهم قد بايع أباه قبله على الموت، وكانوا أطوع للحسن وأحب فيهم من أبيه)).
ترجمة الحسن بن علي رضي الله عنه:
هو الحسن بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد بالمدينة في السنة الثالثة من الهجرة، وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه هو والحسين حباً شديداً، وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هذان سيدا شباب أهل الجنة)).
وروى البخاري في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حق الحسن: ((إن ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)).
وقد حقق الله قول رسوله؛ فقد ورد أن الحسن بن علي سار بجيشه وكان أكثر من أربعين ألفاً إلى معاوية، وسار معاوية بجيشه ليصد الحسن وجيشه، ولما تقارب الجمعان؛ علم الحسن رضي الله عنه أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتى يذهب أكثرها، ورأى أن الصلح في جمع الكلمة وترك القتال، فسعى بالصلح مع معاوية، واشترط الحسن على معاوية شروطاً التزم بها معاوية ووفى بها، وخلع الحسن رضي الله عنه نفسه وسلم الأمر إلى معاوية؛ ففرح المسلمون بهذا الصلح، وهدأت الفتن، وطفئت نار الحروب بين المسلمين، وقد وقع ما أخبر به الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه، وهذا من أعلام النبوة؛ فبعد ذلك اجتمعت الكلمة لمعاوية، وسمي هذا العام عام الجماعة سنة أربعين من الهجرة النبوية.
ذكر بعض أقوال أهل السنة فيما شجر بين الصحابة:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية (قدس الله روحه) عما شجر بين الصحابة علي، ومعاوية، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم؛ فأجاب قائلاً: ((قد ثبت بالنصوص الصحيحة أن عثمان وعلياً وطلحة والزبير وعائشة من أهل الجنة، بل قد ثبت في الصحيح: أنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، ومعاوية هم من الصحابة ولهم فضائل ومحاسن، وما يحكى عنهم كثير منه كذب، والصدق منه إن كانوا فيه مجتهدين؛ فالمجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ؛ فله أجر، وخطؤه يغفر له، وإن قدر أن لهم ذنوباً؛ فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقاً)).
انتهى كلامه رحمه الله.
وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((خير القرون القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)).
فمن جزم في واحد من هؤلاء بأن له ذنباً يدخل بها النار قطعاً؛ فهو كاذب مفتر، تكلم فيما شجر بينهم، وقد نهى الله عنه من ذمهم أو التعصب لبعضهم بالباطل؛ فهو ظالم معتدٍ.
وقال بعض مشايخنا الذين لهم الباع الطويل في العلم: ((إن مذهب أهل السنة والجماعة هو الكف عما جرى بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمساك عما شجر بينهم؛ لما في الخوض من توليد الإحن والحزازة والحقد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من أعظم الذنوب)).
وقال ابن حمدان -من أصحابنا في كتاب (نهاية المبتدئين)-: ((يجب حب كل الصحابة والكف عما جرى بينهم كتابة وقراءة وإقراء وسماعاً وتسميعاً، ويجب ذكر محاسنهم، والترضي عنهم، والمحبة لهم، وترك التحامل عليهم، واعتقاد العذر لهم، وأنهم فعلوا ما فعلوا باجتهاد سائغ لا يوجب كفراً ولا فسقاً؛ بل ربما يثابون عليه لأنه اجتهاد، وما أحسن ما روي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله، أنه قال لما سئل عما وقع بين الصحابة، قال: ((تلك دماء طهر الله منها يدي؛ فلا أحب أن أخضب بها لساني)).
فرحمه الله)).
وقال أبو زرعة - أحد أئمة الإسلام -: ((إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله؛ فاعلم أنه زنديق رافضي، قد أظهر عداوته للإسلام والمسلمين؛ فليحذر)).
وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في (منهاج السنة): ((وأما الصحابة؛ فجمهورهم وجمهور أفاضلهم لم يدخلوا في فتنة))، ثم ساق عن ابن سيرين قال: ((هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما حضرها منهم مئة؛ بل لم يبلغوا ثلاثين)).
وهذا أصح إسناد على وجه الأرض، وساق كلاماً طويلاً يدل على أن أكثر الصحابة اعتزل الفتنة.
إذا عرفت ما تقدم؛ علمت أن طريق السلامة الكف عما شجر بينهم والترضي عن الجميع، ونقول كما قال الله تعالى عن التابعين لهم بإحسان: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا...
﴾ [الحشر: 10][2].
وقال شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله: ((كل ما في القرآن من خطاب للمؤمنين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم؛ فالصحابة أول من يدخل في هذا الثناء من هذه الأمة؛ كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير القرون قرني....)).
وقد سبق ذكره.
وقد ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: ((من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه؛ فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم)).
وورد بالأسانيد عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((إن الله نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه...)).
الحديث.
قال الشيخ تقي الدين: ((من لعن أحداً من الصحابة، فإنه يستحق العقوبة البالغة باتفاق المسلمين، وقد تنازعوا؛ هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل؟)).
والأدلة في فضل الصحابة كثيرة، لا يرتاب فيها إلا زائغ، ولا شك أنهم حازوا قصبات السبق، واستولوا على الأمد، وبلغوا في الفضل والمعروف والعلم وجميع خصال الخير ما لم يبلغه أحد؛ فالسعيد من اتبع صراطهم واقتفى آثارهم، تالله؛ لقد نصروا الدين، ووطدوا قواعد الملة، وفتحوا القلوب والأوطان، وجاهدوا في الله حق جهاده؛ فرضي الله عنهم وأرضاهم، وقبح الله من سبهم وآذاهم، والله قد رضي عنهم ورفع في الكتاب المنزل ذكرهم وحباهم، ولنبيه قد اختارهم واجتباهم؛ فلا فضل إلا وقد سبقوا إليه وحازوه.
فيجب على كل مسلم أن يعرف قدرهم والمنزلة التي أنزلهم الله إياها مما دلت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية؛ فيجب على كل مسلم أن يكون سليم القلب واللسان، سليم الحقد والبغض والاحتقار والعداوة والحسد والكراهية؛ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، سليم اللسان من الطعن والسب واللعن والشتم والوقيعة فيهم، يعتقد فضلهم، ويعرف لهم سابقتهم ومحاسنهم، ويترحم عليهم، ويترضى عنهم، ويستغفر لهم.
[1] الإسراء: 33.
[2] الحشر: 10.