أرشيف المقالات

رواية الحسن البصري للحديث

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
رواية الحسن البصري للحديث

بالنسبة للحديث، فإن الحسن البصري رحمه الله - ولاشك - كان قد نشأ في الفترة التي كان النقل فيها من غير كتابة وتدوين، وهي مرحلة الحفظ في الصدور، لأنه توفي في سنة [110هـ]، وهذا الوقت الذي بدأ فيه التدوين، ولذلك ليس للحسن كتاب صنفه في الحديث، لأن عصر التدوين لم يكن قد بدأ بعد.
ولكن الحسن رحمه الله تعالى له مرويات كثيرة جداً، وبعضُ الأسانيدِ التي فيها ذِكْرُ الحسنِ متصلٌ، وبعضُها مرسلٌ، والحديث المرسل كما نعلم: ما أضافه التابعي إلى النبي عليه الصلاة والسلام دون ذكر الصحابي، ولاشك أن المرسل عند العلماء من أقسام الحديث الضعيف، ما عدا استثناءات يسيرة ذُكِرت في كتبهم.
فلو قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإننا نعلم أن هذا حديث مرسل، وأنه حديث ضعيف، لكنه لو ذكره بالإسناد المتصل بذكر الصحابي الذي حدثه، أو التابعي عن الصحابي الذي حدثه فيكون الحديث عندئذٍ متصلاً صحيحاً، ما دام أن الحسن رحمه الله قد صرح بالتحديث[1].
 
وقال ابن عون: كان الحسن يروي بالمعنى[2].
 
روى عن:
عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وسمرة بن جندب، وأبي بكرة الثقفي، والنعمان بن بشير، وجابر، وجندب البجلي، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، ومعقل بن يسار، والأسود ابن سريع، وأنس، وخلق من الصحابة.
 
وقرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي، وروى عن خلق من التابعين[3].
 
وروى عنه:
أيوب وشيبان النحوي، ويونس بن عبيد، وابن عون، وحميد الطويل، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، والربيع بن صبيح، ويزيد بن إبراهيم التستري، ومبارك بن فضالة، وأبان بن يزيد العطار، وقرة بن خالد، وحزم القطعي، وسلام بن مسكين، وشميط بن عجلان، وصالح أبو عامر الخزاز، وعباد بن راشد، وأبو حريز عبدالله بن حسين قاضي سجستان، ومعاوية بن عبدالكريم الضال[4]، وواصل أبو حرة الرقاشي، وهشام بن زياد، وشبيب بن شيبة، وأشعث بن براز، وأشعث بن جابر الحداني، وأشعث بن عبدالملك الحمراني، وأشعث بن سوار، وأبو الأشهب، وأمم سواهم[5].
 
وقد روى بالإرسال عن طائفة:
كعلي، وأم سلمة، ولم يسمع منهما، ولا من أبي موسى، ولا من ابن سريع، ولا من عبدالله بن عمرو، ولا من عمرو بن تغلب، ولا من عمران، ولا من أبي برزة، ولا من أسامة بن زيد، ولا من ابن عباس، ولا من عقبة بن عامر ولا من أبي ثعلبة، ولا من أبي بكرة، ولا من أبي هريرة، ولا من جابر، ولا من أبي سعيد[6].
قاله يحيى بن معين.
 
وقال البخاري: لم يعرف للحسن سماع من دغفل.
 
وقال غيره: لم يسمع من سلمة بن المحبق[7]، ولا من العباس، ولا من أبي.
 
وقال سليمان التيمي: كان الحسن يغزو، وكان مفتي البصرة جابر بن زيد أبو الشعثاء، ثم جاء الحسن فكان يفتي.
 
ولم يطلب الحديث في صباه، وكان كثير الجهاد، وصار كاتبا لأمير خراسان الربيع ابن زياد[8].



[1] محمد صالح المنجد


[2] انظر ابن سعد 7 / 158.


[3] الذهبي: سير أعلام النبلاء، جـ 4 ص 567.


[4] قال السمعاني في الأنساب: وليس هذا من الضلالة في الدين، وإنما سمي الضال لأنه ضل في طريق مكة، وكان من عقلاء أهل البصرة ومتقيهم وثقاتهم.


[5] الذهبي: سير أعلام النبلاء، جـ 4 ص 568.


[6] الذهبي: سير أعلام النبلاء، جـ 4 ص 569.


[7] قال أبو محمد العسكري في كتاب التصحيف: المحبق بكسر الباء، وأصحاب الحديث يصحفون ويفتحون الباء.
انظر التاج (حبق).


[8] الذهبي: سير أعلام النبلاء، جـ 4 ص 580.

شارك الخبر

المرئيات-١