حديث: أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
حديث: أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتينوله عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين).
وله عن ابن عمر رضي الله عنهما: (جمع بين المغرب والعشاء بإقامة واحدة).
زاد أبو داود: (لكل صلاة).
وفي رواية له: (ولم ينادِ في واحدة منهما).
المفردات:
(وله)؛ أي: ولمسلم.
(أتى المزدلفة)؛ أي: حينما انصرف من عرفات، والمزدلفة مكان بين عرفات ومِنًى، وفيه المَشْعَر الحرام.
(وله عن ابن عمر)؛ أي: ولمسلم عن ابن عمر.
(بإقامة واحدة)؛ أي: لكل صلاة، وقد قيَّد ذلك حديث ابن عمر عند أبي داود.
(زاد أبو داود)؛ أي: من حديث ابن عمر.
(ولم ينادِ في واحدة منهما)؛ أي: ولم يُؤذِّن في المغرب أو العشاء.
البحث:
أفاد حديث جابر عند مسلم أذانًا واحدًا وإقامتين في الجمع بين صلاتَي المغرب والعشاء بالمزدلفة، فيُؤذن ثم تقام الصلاة ويصلي المغرب، ثم تقام الصلاة وتصلى العشاء.
وحديث ابن عمر عند مسلم يفيد إقامةً واحدة لهما، غير أن ابن عمر قيَّده - في رواية أبي داود - (لكل صلاة)، فيفيد ذلك أن لكل صلاةٍ إقامةً مستقلة بها، وقد ثبت ذلك صريحًا عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما روى البخاري أنه رضي الله عنه قال: (جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء يجمع كل واحدة منهما بإقامة)، وإذًا، فلا معارضة بين حديث جابر وحديث ابن عمر.
أما رواية أبي داود عن ابن عمر: (ولم ينادِ في واحدة منهما)، فهي تعارض رواية جابر عند مسلم التي أثبتت الأذان، وتعارضُ كذلك ما رواه البخاري عن ابن مسعود الذي أثبت الأذان، ولا شك أن رواية أبي داود لا تقوَى على معارضة ما رواه البخاري ومسلم، وإذًا فقد ثبَت الأذان، غير أن حديث ابن مسعود الذي رواه البخاري يُفيد أن المشروع أذان للمغرب وأذان آخر للعشاء، فيعارض حديث جابر عند مسلم الذي يثبت أذانًا واحدًا للصلاتين.
والحق أن ما في البخاري لا يُعارِض حديث جابر، فإن عبارة أذان العشاء عند البخاري منقولةٌ بالشك؛ ففيها: حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت عبدالرحمن بن يزيد يقول: حج عبدالله رضي الله عنه فأتَيْنا المزدلفة حين الأذان بالعَتَمة، أو قريبًا من ذلك، فأمر رجلًا فأذن وأقام، ثم صلى المغرب، وصلى بعدها ركعتين، ثم دعا بعَشَائه فتعشَّى، ثم أمر - أرى - فأذن وأقام، قال عمرو: لا أعلم الشك إلا من زهير، ثم صلى العشاء ركعتين)؛ وإذ قد ثبت أن فيما رواه البخاري شكًّا في أذان جديد للعشاء، فلا يعارض اليقين الذي عند مسلم فيما رواه جابر من إثبات أذان واحد للصلاتين.
ما يفيده الحديث:
1 - أن المشروع أذان واحد لصلاتي المغرب والعشاء جمعًا بالمزدلفة.
2 - وأنه تقام الصلاة لكل صلاة منهما.