أرشيف المقالات

في الأدب الإنجليزي الحديث

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
8 د.
هـ.
لورنس للأستاذ عبد الحميد حمدي 3 - السبيل إلى فهم فلسفته يعجز الكثيرون - ومن بينهم كبار النقاد ومشهورو الكتاب - عن فهم لورنس وفلسفته، وما ذلك إلا لأن سلاحهم هو العقل وحده، وعمادهم هو المنطق والقوانين المنطقية. فأول ما يجب أن يراعيه دارس لورنس هو أن هذا الكاتب ليس مما يسهل فهمه بالعقل، وإنما إلى جانب ذلك يجب أن يستعين القارئ بخياله وتجاربه وشعوره الجسماني.
فلورنس قبل أن يصل إلى آرائه وقبل أن يستخلص فلسفته لم يلجأ إلى العقل أو التفكير بل كان عماده الغرائز الطبيعية ووحيه الرغبات الجسمية.
والحقيقة أن لورنس رجل نحسه في دمنا، وفلسفته تختلف عن فلسفة كل من سبقه من الكتاب والشعراء، فهي ليست بناء شامخاً من العقل والتفكير، وإنما هي تجربة أو سلسلة من التجارب أحسها صاحبها في دمه ثم نقلها إلينا في صورة كلمات.
وواجبنا نحن عند دراستها أن نرد هذه الكلمات إلى أصلها فنحسها كتجربة تجري في دمنا، كما كان الحال مع صاحبها في أول الأمر، فنحن إذ نقرأ لورنس فإنما نصحبه في رحلة طويلة في عالم جديد علينا. ولما كانت كتب لورنس هي عبارة عن قصة روح تجول في العالم الإنساني تبرز ما في المجتمع من عيوب، وتحذر الناس من تيار المدنية الحديثة الذي قد يجرفهم إلى هاوية لا يعرف لها قرار، فواجبنا عند دراسة لورنس أن ندرس تجاربه التي على ضوئها وصل هو إلى آرائه وأفكاره التي ضمنها كتبه.
ويجب أن نذكر دواماً أن لورنس كان فناناً قبل أن يكون كاتباً، حتى نفهم أن تجاربه وحدها ما كانت لتكفيه، فعمد إلى توسيعها والتعمق فيها، بل والتفاني في وصفها أحياناً.
ومن ثم كانت شخصيات رواياته حقيقية وغير حقيقية.
فهي حقيقية لأنها منقولة من الحياة وأصلها في الحياة، وغير حقيقية لأنها تأتي من الأعمال ما قد يختلف عما تأتيه مثيلاتها في الحياة.
وقد كانت هذه الظاهرة أو هذا التناقض سبباً في فشل كثير ممن حاولوا دراسة لورنس، لأنهم لم يحسبوا لهذه النقطة حساباً ويختلف لورنس عن غيره من كتاب عصره في توجيه اهتمامه إلى اللاشعور أكثر منه إلى الشعور.
ومن ثم كان الاختلاف البيَّن بين شخصيات رواياته وبين شخصيات الروايات الأخرى.
فالأولى تعمل مدفوعة بقوانين أعمق من قوانين شخصيات الروايات الثانية، فهي أكثر حساسية وطواعية لقانون اللاشعور من الأخرى، وكان هذا الاختلاف مصدر صعوبة كبيرة في فهم ما يرمي إليه لورنس في بعض كتبه. ولم يغب عن الكاتب مبلغ ما سوف يلاقيه قراؤه من العناء في فهم هذه الكتب فعمد إلى بسط آرائه وشرحها بطريقة مباشرة لا رموز فيها ولا أحاجي في بعض كتبه التي من أهمها كتاباه عن تحليل اللاشعور وكتابه الذي يحتوي على مقالات متنوعة؛ وأخيراً كتابه الذي طبع بعد وفاته واسمه (فينكس) ومن أكبر الصعاب التي صادفت لورنس أنه قام يبشر بدين الجسم ويبث الدعاية له بين قوم عبدوا العقل ونصبوه إلهاً عليهم، وكان لزاماً عليه أن يأتي بالمعجزات قبل أن يستطيع تحويل الناس عما يعتقدون إلى ما يعتقده هو. رأى لورنس هذه الصعوبة، ولكنه كان لا يعرف لليأس معنى، ولا كان الفشل يعرف له طريقاً رغم أنه كان يصدم المرة بعد المرة، وما ذلك إلا لأنه كان واثقاً من صدق رسالته، ومن الفوز في النهاية.
لقد شعر في داخلية نفسه بالصراع العنيف بين الجسم والعقل، كل يريد أن يبسط سلطانه ويسيطر على الآخر.
وهذا هو السبب في أن القارئ المدقق يجد دائماً في كل شخصية من شخصيات روايات لورنس تيارين من الحياة: تيار الحياة العادية وتيار الحياة الرمزية، بمعنى أن لورنس كان يرى في كل شخصية قوتين: قوة العقل التي تحاول أن تجعل كل شيء يبدو صحيحاً، حتى ولو عاد على صاحبها بالضر، والقوة الثانية هي قوة الجسم الغريزية، وهذه لا تخدع ولا تُخدع، فما يعود على صاحبها بالضرر تجنبته، وبالعكس تقبل على ما فيه مصلحة صاحبها لا يؤثر فيها مؤثر ولا يثنيها عن طريقها مغر من المغريات الصناعية.
ولقد لاحظ لورنس على حياتنا الحديثة أننا بدأنا نضرب بقوة الجسم ورغباته عرض الحائط، وبذلك نمهد السبيل لسيادة العقل ويسطرته علينا.
ومن ثم كان الصراع العنيف الذي يجري في داخل شخصيات لورنس التي ترمي إلى كسر قيود العقل والتحرر من ربقة استعباده، حتى توفق إلى الاستماع إلى رغبات الجسم ثم العمل على تحقيقها، وبهذه الطريقة تستكمل الحياة الصحيحة الحقة.
ويرى لورنس أن رغبات الجسم لا تكذب قط، فالجسم هو الذي يشعر بالجوع والعطش، وهو الذي يشعر بالفرح والحزن، وهو الذي يشعر بالحب والكره، وهو الذي يشعر بالعطف والنفور، وهو الذي يشعر بالحنو والصد وما إلى ذلك من العواطف التي مرجعها الجسم وحده، وأما العقل فلا تتعدى وظيفته تسجيل هذه العواطف والاعتراف بها وإن حياة الجسم لتظل طبيعية حتى يتدخل فيها العقل، فيحدث الانقسام ويبدأ التفريق بين الخير والشر، وهذا أساس شقاء البشر، وهذا الانقسام هو نتيجة لرغبة العقل في تقييد الجسم والحد من حريته، فهو لا يريد أن يتركه يشعر كما يشاء أو يطلب ما يريد، ثم لا يقتصر الأمر على ذلك، بل يحاول العقل أن يملي على الجسم طائفة من العواطف ينعتها له بأنها الخير، ويحرم عليه طائفة أخرى على اعتبار أنها الشر، وبمعنى آخر يحاول العقل أن يبسط علينا سيطرته ثم يتحكم فينا بعد ذلك فيفرض علينا ما يجب أن نشعر به وما لا يجب أن نشعر به؛ ثم بعد ذلك يفرض علينا كيف نشعر بهذه العواطف التي اختارها لنا، ويستمر العقل على مسلكه هذا كلما أنس من الجسم خضوعاً وخنوعاً، حتى يأتي الوقت الذي تموت فيه كل مشاعر الجسم وعواطفه، ولا يبقى سوى هذه العواطف المصطنعة المتكلفة التي صاغها لنا العقل وخدع بها الجسم.
وقد مثل لورنس شخصية الرجل الحديث في روايته المصادرة (عشيق لادي تشاترلي) تحت أسم كليفورد الذي يدعو إلى العواطف المنظمة التي يرسمها لنا العقل، ويدعو كذلك إلى استئصال العواطف الجائشة الطبيعية التي لم يتناولها العقل بالتهذيب والتشذيب ويرمي لورنس من كتاباته سواء في ذلك رواياته الطويلة أو قصصه القصيرة، أو مسرحياته الأربع، أو كتب أسفاره، أو مجموعة أشعاره، إلى فك قيود الجسم وتخليصه من الأغلال التي أصبح يرسف فيها منذ أمد طويل.
ويرى لورنس أن الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هذه الغاية لا تكون إلا بترك الجسم يستمع إلى أحلامه، وينفذ رغباته دون أن يكون عليه من العقل رقيب أو محاسب، وبمعنى آخر يريد لورنس أن يوقظ الجسم من سباته العميق، أو يبعثه من رمسه بعد أن دفنته المدنية الحديثة ووارته التراب.
ففي القصة القصيرة المسماة: (شمس)، ترى المرأة وقد استلقت عارية، لتهب نفسها للشمس، لأنه شعرت برغبة جسمها في ذلك، وبذلك تتغلغل الشمس في جسمها وتشعر المرأة بالحياة قد دبت فيه، وتسير، وقد امتلأت حيوية وجمالاً.
لم تسأل المرأة نفسها: لِمَ يطلب جسمها الشمس، ولِمَ رغب فيها، لأن هذه الأسئلة هي من صنع العقل وابتكاره.
لم تفكر المرأة في العقل ولا في أسئلته أو منطقه، وإنما حصرت كل تفكيرها في جسمها، فعمدت إلى إعطائه ما يطلب، حتى إذا فعلت شعرت كأن ينبوع الحياة قد تفجر من جسمها من جديد، بعد أن جف ماؤه أو كاد.

ولقد اختار لنا لورنس هذه المرأة مثالاً نحتذيه ونقلده، بعد أن رأى الناس قد أعطوا العقل أهمية لا يستحقها، ورفعوه إلى مكانة ما كان له أن يرتفع إليها.
لقد أولوا أسئلته أذناً صاغية، وكان من أثر ذلك أن تحكم فيهم العقل وتسيطر عليهم، وكل ذلك على حساب الجسم، وكانت النتيجة الحتمية أن بات الناس يعيشون، وما هم بأحياء.
خلق لهم العقل حالة وأجبرهم على الاستقرار فيها دون تغيير أو تبديل، وهذا أبعد ما يكون عن الحياة الصحيحة.
ونحن نشاهد أثر ذلك في فشل كثير من الزيجات في عصرنا هذا، لأن حبنا في الحقيقة إنما هو وليد العقل لا دخل للجسم فيه، وأما الزواج الحقيقي فأساسه الجسم وعماده الرغبات الجنسية، ولذلك نجد أن زواج العقل الحديث مآله إلى فشل ثم إلى طلاق. ونحن لا ننكر أن كثيراً من علماء علم النفس أمثال ولجوا باب اللاشعور قبل لورنس وحاولوا تحليله، ولكنهم اتبعوا في ذلك الطريقة العلمية التي تعتمد قبل كل شيء على العقل، وحذا حذوهم بعض الكتاب العصريين أمثال أندريه هكسلي فلم يتركوا باباً دون أن يلجوه، فكتبوا في اللاشعور، ولكن كان رائدهم في ذلك العقل والتفكير، حتى تجاربهم العلمية أعطوها صبغة عقلية محضة، ولذلك فشلوا حيث نجح لورنس لأنه لم يعتمد على غير تجاربه الخاصة التي ترجمها إلى لغة جسمانية صريحة أثارت المجتمع وأقامته ضده حتى في خلق شخصيات رواياته، لم يستلهم سوى غرائزه وحواسه.
وكان هذا سبباً في عجز كثير من الكتاب العقليين عن فهم لورنس وإدراك فلسفته، ولكنهم لم يترددوا في الاعتراف له بقصب السبق وتفوقه عليهم في مضمار العبقرية والنبوغ.
فنرى لورنس الحميم أثناء حياته وعدوه اللدود بعد مماته يقول في كتابه المسمى (ذكريات عن لورنس): (إن للورنس من التجارب ما لا طاقة لنا على فهمه أو إدراكه.
ولم يكن أصدقاؤه ليستطيعوا أن يجاروه أو يسيروا معه جنباً إلى جنب نظراً لأن ما يراه هو سهلاً بسيطاً يدق على إفهام الكثيرين ويصعب فهمه)
.
ثم يقول هكسلي في أحد كتبه عن لورنس: (إن صحبة الإنسان للورنس عبارة عن اشتراكه وإياه في مغامرة استكشافية يرى فيها الإنسان كل ما هو جديد عليه.
وذلك لأن لورنس يعيش في عالم غير عالمنا، ويرى ما لا نرى، ويستخلص مما يرى ما نعجز نحن عن استخلاصه.
والحياة في نظر لورنس ما هي إلا دور نقاهة طويل يشعر فيه الإنسان وكأنه قد خلق من جديد في كل يوم وفي كل لحظة.

ولورنس يعرف كل شيء عن كل شيء، فهو يعرف الشجرة وكنهها، والزهرة وأصلها، والقمر وما يحيط به من إبهام وغموض، وفي مقدوره أن يتقمص جسم أي حيوان ثم يحدثنا بإسهاب وتطويل كيف يشعر هذا الحيوان وكيف يحس وكيف يفكر)
وهناك نقطة أخرى يحار كثير من القراء في فهمها، لأنها غير مألوفة لديهم، وهي أن شخصيات روايات لورنس سهلة الانتقال من النقيض إلى النقيض في أقصر وقت، فمن اليأس إلى الأمل، ومن الحزن إلى السرور، أو من الغضب إلى الرضا، ومن الانفعال إلى الهدوء.
وهذه الظاهرة وإن كنا لا نلحظها في حياتنا العادية إلا أنها موجودة حقاً بين الشعراء والفنانين.
ولما كان لورنس نفسه شاعراً فناناً فقد عمد إلى خلع بعض مواهبه على شخصيات رواياته بأن خلق فيهم هذه الحساسية المرهفة.
ولورنس ليس من أولئك الذين يرون حداً فاصلاً بين الحقيقة والخيال، بل يراهما متداخلين تداخلاً تاماً، وهذا ما عنى بتصويره في رواياته نقلاً عن الحياة.
ففي رواياته (سانت مور) و (قوس قزح) و (غرام النساء) لا يكاد القارئ يتبين الخط الذي يفصل بين الحلم والحقيقة ولا يسهل عليه أن يتعرف من أين تبدأ الحقيقة ومن أين يبدأ الحلم وأين ينتهي كل منهما.
وهذا الرأي وإن يكن غير مألوف في روايات كتاب العصر الحالي إلا أنه موجود حقاً في الحياة، ولورنس إذ يكتب يصور لنا الحياة كما يراها هو لا كما اتفق الناس على أن تكون. وثمة صعوبة أخرى تعترض بعض قراء لورنس وتقعدهم عن فهمه أحياناً، ألا وهي اللغة التي يستعملها في نقل فلسفته غير المألوفة لنا.
فلورنس وهو يترجم تجاربه في صورة كلمات يحاول جهد طاقته أن يشرك القارئ في نفس التجربة التي مر بها هو ويشعره بها كأنها تجربته الخاصة، وطريقة إلى ذلك هو صوغها في لغة تتفق والتجربة تماماً.
فهو يبذل المستحيل كي ينتقي من الكلمات ما يناسب كل إحساس جسماني، كما يحاول في الوقت نفسه أن يتخير التعبيرات التي توافق كل فعل منعكس يصحب هذه الاحساسات الجسمانية.
وقد وفق لورنس في محاولاته هذه كل التوفيق مما وضعه في مصاف كبار اللغويين وقادتهم.
ولم تكن مهمة لورنس بالسهلة اليسيرة، ولكنه ما كان لييأس أو يستسلم، ولم تقف مجهوداته الجبارة عند حد إيجاد الكلمات التي تعبر أصدق التعبير عن الاحساسات الجسمانية والعواطف العميقة التي تصحبها بل عمد أيضاً إلى خلق لغة خاصة للاشعور.
وهذه وإن بدت غريبة غير مألوفة لدى القارئ عند أول وهلة إلا أنه لو درست ووفيت حقها من الدراسة لوجد أنه بغيرها لا يمكن التعبير عما أراد لورنس التعبير عنه.
ونقطة أخرى يجب أن نلفت نظر دارس لورنس إليها وهي تمت إلى موضوع لغته بصلة، هي أن هناك بعض كلمات يجب أن تفهم كما فهمها لورنس نفسه لا كما أجمع الناس على فهمها، ومن أمثال هذه الكلمات: (الظلام) و (الكهرباء) و (الرجل) و (المثل الأعلى) و (الغيرية) فهذه الكلمات وأمثالها استعملها لورنس وقصد منها غير ما أتفق الناس عليه ويبوء بالفشل كل من يحاول أن يستخلص من كتابات لورنس وفلسفته طريقة ثابتة للحياة على اعتبار أنها المثل الأعلى، وذلك لأن لورنس كان عدو الاستقرار اللدود، وكان يعتقد أن كل محاولة لخلق طريقة يعيش الإنسان على منوالها طول حياته هي الخطأ كل الخطأ، بل هي الموت بعينه وإنما في صيغة أخرى.
فلزام على الإنسان أن يتغّير ويتلوّن حسب مقتضيات الأحوال لا أن يعيش على وتيرة واحدة.
ويقول لورنس في أحد كتبه: (لا يجب أن تبقى الوصايا الدينية ثابتة دون تغيير.
بل يجب أن تذبل وتذوي وتموت كما تفعل الزهور تماماً، فهي ليست أفضل منها في شيء؛ وإن مقاومة ناموس الحياة لهو الشر بعينه.
فإذا أحب الإنسان الحياة حقاً وإذا كان يشعر بقدسيتها يجب أن يعترف دائماً أنها تتطلب منه اليوم غير ما تطلبت بالأمس، وأنها في الغد ستكون مختلفة عما كانت عليه اليوم، فعليه إذن أن يلبس لكل حال لبوسها وألا يقاوم رغباتها ومقتضياتها، وإلا فهو ميت حي، لأن سر الحياة هو الطاعة، طاعة الدوافع التي يشعر بها الجسم ثم العمل على تحقيقها)
ويعتقد لورنس أنه ليس بين الحياة والموت وسط وما على الإنسان إلا أن يختار بينهما، وهو بكتاباته يرمي إلى إرشاد الناس كيف يعيشون عيشة هي الحياة نفسها وبرغم أن المعجبين بلورنس وأتباع مدرسته يتزايدون يوماً بعد يوم إلا أنه لا بد أن يمضي قرن من الزمان قبل أن يتبوأ لورنس مكانته التي تليق به بين كتّاب العصر الحديث كما حدث للشاعر الإنجليزي وليم بليك من قبل. (يتبع) عبد الحميد حمدي خريج جامعة اكسترا بإنجلترا

شارك الخبر

مشكاة أسفل ١