أرشيف المقالات

أخطاء لفظية تقع في الصلاة

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2أخطاء لفظية تقع في الصلاة
(1) الجَهْر بالنية. وهذا خطأ؛ لأن النية محلها القلب. يقول شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - كما في "مجموع الفتاوى" (22/ 233): "ولم يُنقَل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه أنه قد تلفظ قبل التكبير بلفظ النية، لا سرًّا ولا جهرًا، ولا أنه أمر بذلك، ومن المعلوم أن الهمم والدواعي متوفرة على نقل ذلك لو كان كذلك، وأنه يمتنع على أصل التواتر - عادة وشرعًا - كتمانُ نقل ذلك، فإذا لم ينقله أحدٌ، عُلِم قطعًا أنه لم يكن، فزيادة هذا وأمثاله في صفة الصلاة بمنزلة سائر الزيادات المحدثة في العبادات؛ كمن زاد في العيدين الأذان والإقامة، ومن زاد في السعي صلاة ركعتين على المروة...
وأمثال ذلك؛ اهـ. ومن المعلوم أن النية أيسرُ من أن يتلفظ بها، فمن قام ليتوضأ ثم خرج إلى المسجد عالمًا بمراده من ذلك، فقد حقق النية؛ لذا يقول شيخ الإسلام كما في "الاختيارات" ص 49: النية تتبع العلم، فمن علم ما أراد فعله فقد نواه؛ إذ لا يمكن عمل بلا نية؛ اهـ. أضف إلى ذلك أن الجهر والتلفظ بالنية يشوش على المصلين؛ وهذا حرام.   (2) قول البعض: "استعنا بالله" عند قول الإمام: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، وهذه من البدع والمخالفات الشائعة، وبخاصة في المناطق الريفية. قال النووي - رحمه الله تعالى - كما في "المجموع": قد اعتاد كثير من العوام أنهم إذا سمعوا قراءة الإمام: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قالوا: {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهذه بدعة منهيٌّ عنها.   (3) دعاء البعض عند قول الإمام: "ولا الضالين"، وقبل قول الإمام: "آمين". فهناك من يأخذ ويجد في الدعاء قبل قول المأمومين: "آمين" ظنًّا منه أنه بعد دعائه يؤمِّن الناس بعد ذلك، فكأنهم يؤمِّنون على دعائه، وهذا خطأ كبير، ومخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإنه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ (متفق عليه)، وفي رواية: ((إذا قال الإمام: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين))، ففي هذا الحديث الاقتصارُ على التأمين.   (4) اللحن في كلمة: "آمين". وكذلك فإن بعضهم يخطئ في تشديد الميم فيقول: "آمِّين"، ومعناها: قاصدين؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ﴾ [المائدة: 2].   (5) رفع الصوت بتكبيرة الإحرام (بالنسبة للمأموم) في صلاة الجماعة. وهذا خطأ يقع فيه البعض؛ يقول الشيخ علي محفوظ - رحمه الله تعالى - كما في كتابه "الإبداع ص 2013": ومن البدع المكروهة في الصلاة رفع الصوت حيث يطلب الإسرار: كالجهر بالاستعاذة، أو دعاء الاستفتاح، أو التسبيح، فإن ذلك لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولا السلف الصالح، وهؤلاء قدوتنا إلى الله تعالى، فإن لم نقتدِ بهم فبمن نقتدي؟!   (6) التغاير في صوت التكبير (بالنسبة للإمام) عند الجلوس للتشهد. فإنه يكبر باسترخاء، وإذا نهض كبَّر بعزيمة، وقد سُئل ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - عن ذلك فقال: لا يجب على الإمام أن يفرق بين التكبير في الصلاة، بحيث يجعل للجلوس تكبيرة معينة، وللركوع تكبيرة معينة، وللقيام تكبيرة معينة، هذا لا يجب بلا شك، ولا أعلم في السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفرق بين التكبيرات، فالذي أرى أن يجعل الإمام التكبيرات سواءً؛ لأن أي إنسان يفرق بين التكبيرات سوف يطالب بالدليل.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢