ولنا في سلفنا الصالح قدوة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
ولنا في سلفنا الصالح قدوةها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمنا بأن العاقل هو: مَن يحاسب نفسه ويقهرها حتى يصل إلى طاعة الله (عز وجل) قبل أن يقفَ في موقف الحساب؛ يقول عمر رضي الله عنه:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا؛ فإنه أيسرُ وأهون لحسابكم، وزِنُوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتجهَّزوا للعرض الأكبر ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18].
وعن حاتم الزاهد رحمه الله قال:
"أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة: الشباب لا يعرف قدره إلا الشيوخ، ولا يعرف قدر العافية إلا أهل البلاء، ولا قدر الصحة إلا المرضى، ولا قدر الحياة إلا الموتى، والناس في هذه الدنيا تجاه الأعمال الصالحة ثلاثة: رجل يَشغَله معادُه عن معاشه، ورجل يشغله معاشه عن معاده، ورجل يشتغل بهما جميعًا؛ فالأول درجة الفائزين، والثاني درجة الهالكين، والثالث درجة المخاطرين".
سئل الإمام الشبلي: أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: "كن ربانيًّا ولا تكن شعبانيًّا".
بهذه الكلمة يقرع أسماع مَن عبدالله على حرف فعرَفه في شعبان ونسِيه طوال العام، وسالت دموعه في رمضان، وقحطت في غير رمضان.
ولما قيل لبشر بن الحارث الحافي: إن قومًا يتعبدون ويجتهدون، فقال: بئس القوم لا يعرفون الله حقًّا إلا في شهر رمضان، ويضع النقاط على الحروف فيقول: "إن الصالح الذي يعبد ويجتهد السنة كلها".
فأين هؤلاء الحمقى من قوم كان الدهرُ كله رمضان؟ ليلهم قيام، ونهارهم صيام، فكان هؤلاء يحافظون على أوقاتهم، ويعدونه هو حياتهم، كما قال الإمام البنا رحمه الله: "الوقت هو الحياة".
ومن هذه الأمثلة أيضًا: الجارية التي باعها سيدها، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له بما لذ وطاب من الطعام والشراب، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟! لقد كنت عند قوم كان كل زمانهم رمضان...
ردني عليهم.
وباع الحسنُ بن صالح جارية له، فلما انتصف الليل قامت فنادت: يا أهل الديار، الصلاة الصلاة، قالوا: أطلع الفجر؟ قالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! ثم جاءت الحسن وقالت: لقد بِعْتَني لقوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة، رُدَّني...
ردني.