أرشيف المقالات

هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية
من هدي السنة النبوية (10)
آداب المسجد

اجتمعت أسرة الأستاذ أحمد - كما تعوَّدت - في كل يوم جمعة بعد صلاة العشاء؛ لسماع الآداب الإسلامية، التي يومًا بعدَ يوم تزداد معرفتُهم بها؛ فيزدادون ثقافةً ومعرفة عن آداب دينهم الحنيف.
 
استهلَّ الوالد كلامه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم قال: اليوم يا أبنائي نتحدَّثُ عن أدب عظيم من آداب ديننا الحنيف، فأدب اليوم حول "آداب المسجد".
 
فلا شك يا أبنائي أن المساجد بيوت الله تعالى، ولقد أمرَنا الله تعالى بعمارتها، والاهتمام بها ونظافتها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].
 
وهناك جملة من الآداب لا بد أن نعرفها، نذكر منها:
1 - أن تكون هناك محبة وتعظيم في قلوبنا للمساجد، وتَعلُّقُ القلوب بالمسجد من أفضل الأعمال، فكما نعرف أن من ضمن مَن يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: ((ورجل قلبُه مُعلَّقٌ بالمساجد)).
 
2 - التهيُّؤ للذَّهاب إلى المسجد بالطهارة، وحسن الوضوء، والتسوُّك، ولُبْسِ الثياب النظيفة، وتقليم الأظافر، وترجيل الشعر، والتجمُّل والتطيُّب؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31].
 
3 - أن نتسوَّك عند حضورنا إلى المساجد؛ حتى تكون رائحة الفم طيبة، ولا نؤذي الآخرين بالروائح الكريهة، وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة))؛ رواه البخاري.
 
4 - وأيضًا نتجنَّب أكلَ الأشياء التي تُغيِّرُ من رائحة الفم؛ كالثوم والبصل وما شابههما؛ فقد نهى نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((مَن أكلَ من هذه البقلة: الثوم - وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكُرَّاث - فلا يَقربَنَّ مسجدَنا؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم))؛ رواه مسلم.
 
5 - وكذلك يا أبنائي لا ننسَ حين ندخل المسجد أن نُقدِّم الرجل اليمنى عند الدخول، واليسرى عند الخروج؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فليَقُلْ: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك))؛ رواه مسلم.
 
6 - أن نتجنَّب يا أبنائي اللهوَ واللعب والجري، واللغو والثرثرة، ورفعَ الأصوات - ولو بقراءة القرآن على وجهٍ يُشوِّشُ على المصلِّين أو الذاكرين أو المتدارسين للعلم - عند دخولنا المسجد، فلا بد أن نلتزم الذكرَ وعدمَ رفع الأصوات؛ حتى لا نُؤذيَ غيرنا، ولا نُسرِعْ أو نُهروِلْ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أُقِيمتِ الصلاةُ فلا تأتوها تَسْعون، وأتوها تَمشون، وعليكم السَّكِينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا))؛ رواه مسلم.
 
7 - أن نحرصَ يا أبنائي على خلع الحذاء، وإزالة ما عَلِق به من أوساخ خارج المسجد، وإطباقه ووضعه في أقرب مكان مخصص، والحذر من رفعه فوق الرؤوس، أو تلويث المسجد به، ثم إطباق باب المسجد بهدوء عند الدخول.
 
8 - صلاة ركعتين سنة تحية المسجد قبل الجلوس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يُصلِّي ركعتين))؛ متفق عليه.
 
9 - أن نصون مساجدَنا من الأقذار والأوساخ، وأن نتعاهدها بالنظافة دائمًا.
 
10 - وعلينا ألا نحجز مكانًا فيه ليكون خاصًّا؛ وإنما نجلس حيث ينتهي بنا المجلس.
 
11 - ألا نؤذي غيرَنا بالمزاحمة في المقدمة، خاصة إذا حضرنا متأخرين.
 
12 - أن نتجنب كذلك الاحتباءَ وتشبيك الأصابع وفرقعتَها، والعبث بها في المسجد وأثناء انتظار الصلاة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أحدُكم في المسجد فلا يُشبِّكنَّ؛ فإن التشبيكَ من الشيطان، وإن أحدَكم لا يزالُ في صلاة ما كان في المسجد حتى يَخرُجَ منه))؛ رواه أحمد.
 
13 - أن نتجنَّب تناول الأطعمة في المسجد، وجعلها أمكنةً للراحة أو القيلولة أو السمر، وأن نتجنَّب الوقوع في المحرمات؛ كالغيبة، والنميمة، والكذب، وتنقيص الناس.
 
هذه يا أبنائي جملةٌ من الآداب الإسلامية التي نحرص عليها عند الذهاب إلى المساجد، وسوف يجمعنا إن شاء الله لقاء آخر مع أدب جديد من آدابنا الإسلامية.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١