تفسير: (إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين)♦ الآية: ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: يوسف (8).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إذ قالوا ﴾ يعني: إخوة يوسف: ﴿ ليوسفُ وأخوه ﴾ لأبيه وأُمِّه ﴿ أحبُّ إلى أبينا منا ونحن عصبة ﴾ جماعةٌ ﴿ إنَّ أبانا لفي ضلالٍ مبين ﴾ضلَّ بإيثاره يوسف وأخاه علينا ضلالٍ: خطأ.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ ﴾، اللَّامُ فِيهِ جَوَابُ الْقَسَمِ تَقْدِيرُهُ: وَاللَّهِ لَيُوسُفُ، ﴿ وَأَخُوهُ ﴾، بِنْيَامِينُ، ﴿ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا ﴾، كان يوسف عليه السلام وَأَخُوهُ بِنْيَامِينُ مِنْ أُمٍّ وَاحِدَةٍ، وَكَانَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ شَدِيدَ الْحُبِّ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ إخوته يرون منه مِنَ الْمَيْلِ إِلَيْهِ مَا لَا يَرَوْنَهُ مَعَ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا هَذِهِ المقالة، ﴿ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ﴾، أي: جَمَاعَةٌ وَكَانُوا عَشَرَةً.
قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُصْبَةُ هِيَ الْعَشَرَةُ فَمَا زَادَ.
وَقِيلَ: الْعُصْبَةُ مَا بَيْنَ الْوَاحِدِ إِلَى الْعَشَرَةِ.
وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ما بين العشرة إلى الخمس عشرة.
وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ.
وَقِيلَ: جَمَاعَةٌ يَتَعَصَّبُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا كَالنَّفَرِ وَالرَّهْطِ.
﴿ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾، أَيْ خَطَأٍ بَيِّنٍ فِي إِيثَارِهِ يُوسُفَ وَأَخَاهُ علينا، وليس المراد منه الضَّلَالِ عَنِ الدِّينِ، وَلَوْ أَرَادُوهُ لَكَفَرُوا بِهِ، بَلِ الْمُرَادُ مِنْهُ الْخَطَأُ فِي تَدْبِيرِ أَمْرِ الدُّنْيَا يَقُولُونَ نَحْنُ أَنْفَعُ لَهُ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا وَإِصْلَاحِ أَمْرِ مَعَاشِهِ ورعي مواشيه من يوسف، فَنَحْنُ أَوْلَى بِالْمَحَبَّةِ مِنْهُ، فَهُوَ مُخْطِئٌ فِي صَرْفِ مَحَبَّتِهِ إِلَيْهِ.
تفسير القرآن الكريم