أرشيف المقالات

الضيافة وبعض آدابها

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
2الضيافة وبعض آدابها   1 - إيثار الضيف وتفضيله: قال الله تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصابني الجهدُ، فأرسل إلى نسائه، فلم يجد عندهن شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا رجلٌ يُضيِّفه هذه الليلة، يرحمه الله؟))، فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله، فقال لامرأته: ضيفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تدَّخِريه شيئًا، قالت: والله، ما عندي إلا قوتُ الصِّبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاءَ فنَوِّميهم، وتعالَي فأطفِئي السراج، ونطوي بطونَنا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لقد عجِب الله عز وجل - أو ضحِك - من فلان وفلانة، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9] ))[1].   2 - النية الصالحة: ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال - وهو على المنبر -: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو إلى امرأة ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه))[2].   3 - حسن استقبال الضيف والترحيب به: روى الترمذي - وقال: حسن غريب - عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة))[3].   ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا قدِم وفد عبدالقيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا غيرَ خَزايا ولا ندامَى))[4].   ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبَلت فاطمةُ تمشي كأن مِشْيَتَها مشيُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مرحبًا بابنتي))[5].   ففي الصحيحين: وقالت أم هانئ رضي الله عنها: جئت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مرحبًا بأمِّ هانئ)) [6].   4 - تقديم واجب الضيافة وإكرام الضيف: قال تعالى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الذاريات: 24 - 27].   وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ))[7].   وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدالله، ألم أُخبَر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟))، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((فلا تفعَلْ، صُمْ وأفطِرْ، وقُمْ ونَمْ؛ فإن لجسدِك عليك حقًّا، وإن لعينِك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزورك عليك حقًّا، وإن بحَسْبِك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكلِّ حسنةٍ عَشْرَ أمثالِها، فإن ذلك صيامُ الدهر كله))، فشدَّدتُ فشُدِّد عليَّ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوةً، قال: ((فصُمْ صيامَ نبي الله داود عليه السلام، ولا تزِدْ عليه))، قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام؟ قال: ((نصف الدهر))، فكان عبدالله يقول بعدما كبِر: يا ليتني قبِلت رخصةَ النبي صلى الله عليه وسلم[8].   وفي الصحيحين عن أبي شُريح الكعبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُلْ خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزتُه يومٌ وليلة، وضيافتُه ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك، فهو صدقةٌ، ولا يحلُّ له أن يثويَ عنده حتى يُحرِجَه))[9].


[1] متفق عليه: رواه البخاري (4889)، ومسلم (3829).
[2] متفق عليه: رواه البخاري (1)، ومسلم (3530).
[3] حسن لغيره: حسنه الترمذي (1956)، وحسنه الألباني في الصحيحة (572). [4] متفق عليه: رواه البخاري (6176)، ومسلم (17). [5] متفق عليه: رواه البخاري (3352)، ومسلم (4487).
[6] متفق عليه: رواه البخاري (344)، ومسلم (1179).
[7] متفق عليه: رواه البخاري (5671)، ومسلم (67). [8] متفق عليه: رواه البخاري (1839)، ومسلم (1963).
[9] متفق عليه: رواه البخاري (5670)، ومسلم (3255).



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣