أرشيف المقالات

من آداب اللباس في الإسلام

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
2من آداب اللباس في الإسلام   1 - الدعاء عند لبس الجديد: روى الترمذي، وقال: حسن غريب صحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبًا سماه باسمه؛ عمامةً أو قميصًا أو رِداءً، ثم يقول: ((اللهم لك الحمد، أنت كسوتَنِيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له))[1].   2 - الدعاء عند لبس الثوب: روى أبو داود والترمذي، وحسنه عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أكل طعامًا، ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن لبس ثوبًا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))[2].   3 - التيمن: روى الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه[3].   روى الإمام أحمد وابن حبان بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا لبستم وإذا توضأتم، فابدؤوا بميامنكم))[4].   وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمُّن في تنعُّله وترجُّله وطهوره وفي شأنه كله[5].   وفي رواية لمسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُحِبُّ التيمُّن في طهوره[6] إذا تطهر، وفي ترجُّله[7] إذا ترجَّل، وفي انتعاله[8] إذا انتعل[9].   4 - الحرص على حسن المظهر: روى أبو داود بسند صحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى رجلًا شَعثًا قد تفرَّق شَعرُه، فقال: ((أما كان يجد هذا ما يسكِّن به شعره))، ورأى رجلًا آخر، وعليه ثياب وسخةٌ، فقال: ((أما كان هذا يجد ماءً يغسل به ثوبه))[10].   روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))، قال رجلٌ: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: ((إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر بَطَر الحق[11] وغَمْط الناس[12]))[13].
وقال رجُلٌ مِن قُرَيشٍ يُقالُ له أبو رَيْحانةَ: يا رسولَ اللهِ، واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ الجَمالَ وأَشتَهِيه، حتى إنِّي لَأُحِبُّه في عِلاقةِ سَوْطي، وفي شِراكِ نَعْلي.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ليس ذاك الكِبْرُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، ولكنَّ الكِبْرَ مَن سَفِهَ الحقَّ، وغَمَصَ الناسَ بعَيْنَيْهِ.   5 - عدم إطالة الثوب أسفل من الكعبين للرجال: روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))[14].   روى الإمام أحمد بسند حسن عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه أنه سمع أبا سعيد سُئل عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، لا جُناح أو لا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من ذلك فهو في النار، لا ينظر الله إلى من جرَّ إزاره بَطَرًا))[15].   روى الإمام أحمد - بسند حسن - عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الإزار إلى نصف الساق وإلى الكعبين، لا خيرَ في أسفلَ مِن ذلك))[16].   أما النساء، فيجبُ عليهن أن يُطِلن ثيابَهن للتستر؛ وذلك لِما رواه الترمذي - وقال: حسن صحيح - عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظرِ الله إليه يوم القيامة))، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن، قال: ((يُرخين شبرًا))، فقالت: إذًا تنكشف أقدامهن، قال: ((فيُرخينَه ذراعًا، لا يزدن عليه))[17].   6 - عدم لبس الثياب الرقيقة والضيقة: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صِنفانِ من أهل النار لم أرَهما: قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مُمِيلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخُلْن الجنة ولا يجِدْن ريحها، وإن ريحها ليُوجَد مِن مسيرة كذا وكذا))[18].   7 - اجتناب تشبُّه الرجال في لباسهم بالنساء، واجتناب تشبه النساء في لباسهن بالرجال: روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المتشبِّهين من الرجال بالنساء، والمتشبِّهات من النساء بالرجال[19].   روى أحمد - وصححه الألباني - عن عطاء، عن رجل من هذيل، قال: رأيت عبدالله بن عمرو بن العاص، ومنزله في الحِلِّ، ومسجده في الحرم، قال: فبَيْنا أنا عنده رأى أم سعيد ابنة أبي جهل متقلدة قوسًا، وهي تمشي مشية الرجل، فقال عبدالله: من هذه؟ قال الهُذلي: فقلت: هذه أم سعيد بنت أبي جهل، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((ليس منا من تشبَّه بالرجال من النساء، ولا من تشبَّه بالنساء من الرجال))[20].   روى أبو داود وصححه الألباني عن ابن أبي مُلَيكة، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إنَّ امرأة تلبس النَّعْل[21]، فقالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلة[22] من النساء[23].   8 - حرمة لُبْس الحرير والذَّهَب على الرجال: روى الترمذي - وقال حسن صحيح - عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((حُرِّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأُحِل لإناثهم))[24].   9 - جواز لبس الخاتم: روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: اتَّخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا من وَرِق[25]، وكان في يده، ثم كان بعدُ في يد أبي بكر، ثم كان بعدُ في يد عمر، ثم كان بعدُ في يد عثمان، حتى وقع بعدُ في بئر أَرِيس، نَقْشُه: محمد رسول الله[26].   وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من ذهب أو فِضة، وجعل فَصَّه مما يلي كفَّه، ونقش فيه: محمد رسول الله، فاتَّخذ الناس مثله، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به، وقال: ((لا ألبَسُه أبدًا))، ثم اتخذ خاتمًا من فِضة، فاتخذ الناس خواتيم الفضة، قال ابن عمر: فلبس الخاتمَ بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، حتى وقع مِن عثمان في بئر أَرِيس[27].   10 - لبس الخاتم في الخنصر واليمين واليسار: روى البخاري عن أنس رضي الله عنه، قال: صنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا، قال: ((إنَّا اتخذنا خاتمًا، ونقشنا فيه نقشًا، فلا ينقش عليه أحدٌ))، قال: فإني لأرى بريقَه في خنصره[28].   وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس الخاتم في اليُمنَى: فقد روى الترمذي من طريق محمد بن إسحاق، قال: رأيت على الصلتِ بنِ عبدالله بن نوفل بن عبدالمطلب خاتمًا في خنصره اليمنى، فقلت: ما هذا؟ فقال: رأيت ابن عباس يلبس خاتمه هكذا، وجعل فصَّه على ظهرها، ولا يَخالُ ابن عباس إلا قد كان يذكُرُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه كذلك[29].
وروى أبو داود - بسند حسن - عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه[30].   وورد أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم لبسه في اليسرى: فقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه، قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى[31].   11– ذكر الله عند خلع الثوب: قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27].   روى الترمذي - وصححه الألباني بطرقه - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((سترُ ما بين أعين الجن وعَوْرات بني آدم إذا دخل أحدُهم الخلاء، أن يقول: بسم الله))[32].


[1] حسن: رواه الترمذي (1767)، وقال: حسن غريب صحيح، وأبو داود (4020)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4664).
[2] حسن: رواه أبو داود (4023)، والدارمي (2690)، وحسَّنه الترمذي (3458)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6086). [3] صحيح: رواه الترمذي (1766)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4779).
[4] صحيح: رواه أحمد (8298) وأبو داود (4141)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (401).
[5] متفق عليه: رواه البخاري (168) ومسلم (268). [6] الطهور: التطهر من الوضوء والغسل ونحوهما.
[7] الترجُّل: تسريح الشعر وتعديله.
[8] الانتعال: لبس النعل.
[9] رواه مسلم (268). [10] صحيح: رواه أبو داود (4062)، وأحمد (14321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1333). [11] بطر الحق: رده وإنكاره.
[12] غمط الناس: احتقارهم.
[13] رواه مسلم (91).
[14] رواه البخاري (5787). [15] حسن: رواه أحمد (10587)؛ وأبو داود (4093)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (921). [16] حسن: رواه أحمد (11974)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2869)، وهذا خاص بالرجال.
[17] صحيح: رواه الترمذي (1731)، وقال: حسن صحيح.
[18] رواه مسلم (2128). [19] رواه البخاري (5885)، ورواه الترمذي (2784)، وقال: حسن صحيح.
[20] صحيح: رواه أحمد (6580)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5433). [21] النعل: أي التي تختص بالرجال.
[22] الرَّجُلة: المتشبهة بالرجال في مِشيتها أو لبستها أو كلامها.
[23] صحيح: رواه أبو داود (4099)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5096). [24] صحيح: رواه الترمذي (1720) بسند صحيح.
[25] وَرِق: بكسر الراء يعني فِضة.
[26] رواه البخاري (5873). [27] رواه البخاري (5873).
[28] رواه البخاري (5874).
[29] حسن: رواه الترمذي (1812)، وقال: قال محمد بن إسماعيل البخاري: حديث محمد بن إسحاق عن الصلت بن عبدالله بن نوفل، حديثٌ حسن صحيح.
[30] حسن: رواه أبو داود (4226) والنسائي (5203)، بسند حسن، وصححه الألباني.
[31] رواه مسلم (2095). [32] حسن: رواه الترمذي (606)، وابن ماجه (297)، وقد روي أيضًا عن أنس، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود، ومعاوية بن حَيْدة، رضي الله عنهم، ولا يخلو طريق من ضعف، إلا أن الحديث بمجموع الطرق يرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله؛ ولذلك صححه الألباني في الإرواء (50).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١