أرشيف المقالات

العناية بالنظافة والصحة والمظهر

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2العناية بالنظافة والصحة والمظهر   النظافة من أسباب صحة الأجسام ونضرتها، وهي من الأمور التي توجَّه لها الإسلام بالعناية، ويكون الشخص محترم الجانب إذا تعهد جسمه بالتنظيف والتهذيب، وكان في مطعمه ومشـربه وهيئته الخاصة بعيدًا عن الأدران المكدرة، والأحوال المنفرة، والشخص الذي لا يهتم بنظافة جسمه تجده مهمومًا مغمومًا لذلك السبب.   فلقد اهتم الإسلام مثلاً بتطهير الفم، لما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك»[1].   والذي يلحظ أمراض الفم واللثة من إهمال تطهيرهما، يدرك سـر مبالغة الإسلام في دلْك الأسنان بالمواد الحافظة لرونقها وسلامتها، دلكًا يزيل ما يعلوها وما يختفي حولها.   ويوصي الإسلام بأن يكون المرء حسن المظهر؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31].   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: إن الرجل يُحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال: «إن الله تعالى جميل يحب الجمال»[2].   فلا ينبغي للمسلم أن ينسى العناية بزيِّه ونظافته.   ولقد امتد هذا التطهير والتجميل من أشخاص المسلمين إلى بيوتهم وطرقهم، فإن الإسلام نبَّه إلى تخلية البيوت من الفضلات؛ حتى لا تكون مصدرًا للعلل والروائح الكريهة، وطرق المسلمين لا بد أن تكون نظيفة جميلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»[3].   والأذى في الطريق: كالحجر أو الشوك أو النجاسة وغير ذلك مما يؤذي المارين في الطريق.   ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "لا يمكن للجسم أن يكون صحيحًا ما لم تكن النفس مطمئنة ومستقرة، ولن تكون النفس سليمة ما لم يكن الجسم صحيحًا، ألم تر أن كثيرًا من الأمراض تبدأ بالاضطرابات العصبية"؛ ا.
هـ.   فقد ثبت أن القلق منشأ اضطرابات كثيرة في وظائف الأعضاء، وتقاعس الكلى عن العمل واضطرابات هضمية، وبطء الدورة الدموية، والتشاؤم مصدر لبُطء التمثيل الغذائي، وفِقدان الشهية للطعام، والنحافة والضعف، ولن يكون العلاج ناجحًا إلا إذا عالج النفس والجسم معًا.   وعناية الإسلام بالنظافة والصحة جزء لا يتجزأ من عنايته بقوة المسلمين، وللجسم الصحيح أثر لا في سلامة التفكير فحسب، بل في تفاؤل الإنسان في الحياة.   من أجل ذلك وفر الإسلام أسباب الوقاية بما شـرع من قواعد النظافة الدائمة كما سبق.   والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الحديث بعد العشاء؛ لأنه يؤدي إلى السهر والسهر له أعراض كثيرة منها احمرار العينين وتعكُّرِ الشهية للأكل وضعف في البدن، وينبغي للمسلم أن يعتدل في شؤونه كلها من نوم وأكل ومشـرب؛ لأن ديننا وسط في جميع شؤون الحياة.


[1] رواه البخاري. [2] رواه مسلم. [3] رواه مسلم.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير