أرشيف المقالات

صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلقية

مدة قراءة المادة : 16 دقائق .
2صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخَلْقِية
الحمد لله رب العالمين وبعد فهذه صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلقية كتبتها على عجل استجابة لطلب أحد أخوتي لذا اكتفيت بما في الصحيحين أو أحدهما وأسأل الله أن ينيلنا شفاعته -صلى الله عليه وسلم-.   ثم يسر الله لي تدريس الشمائل المحمدية للترمذي فزدت فيها بعض الوارد مما صح من الأحاديث في الصحيحين وغيرهما.   حُسْن خَلْقِه -صلى الله عليه وسلم-: في حديث البراء -رضي الله عنه- "كان أحسن الناس وجهاً وأحسنه خَلْقاً " رواه البخاري (3549) ومسلم (2337) وفي رواية "لم أر شيئاً قط أحسن منه" رواه البخاري (3551) ومسلم (2337).
وفي حديث أنس -رضي الله عنه- "لم أر بعده ولا قبله مثله "رواه البخاري (5907) وفي حديث أبي الطفيل -رضي الله عنه- " كان مليحاً "رواه مسلم (2340).   اعتدال طول النبي -صلى الله عليه وسلم-: في حديث البراء -رضي الله عنه-"ليس بالطويل البائن ولا بالقصير[1]" رواه البخاري (3549) ومسلم (2337) وفي حديث أنس -رضي الله عنه- "كان رَبْعَة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير" رواه البخاري (3547) وفي رواية للبخاري (3551) ومسلم (2337) "كان مربوعاً" وفي حديث أبي الطفيل -رضي الله عنه-" كان مُقَصَّداً "رواه مسلم (2340).   لون النبي -صلى الله عليه وسلم-: في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- " أَزْهَر اللون ليس بأبيض أَمْهَق ولا آدَم [2]" رواه البخاري (3547) وروى مسلم (2330) أوله.
وفي حديث أبي الطفيل -رضي الله عنه-" كان أبيض "رواه مسلم (2340).   وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-: في حديث البراء -رضي الله عنه- "كان أحسن الناس وجهاً " رواه البخاري (3549) ومسلم (2337) وفي حديث أنس -رضي الله عنه- "حسن الوجه " رواه البخاري (5907) وسئل البراء -رضي الله عنه- أكان وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل السيف؟ قال: " لا بل مثل القمر" رواه البخاري (3552) وفي حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال رجل وجهه مثل السيف؟ قال:" لا بل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديراً [3]" رواه مسلم (2344).   فم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعيناه: عن سِمَاك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضَلِيع الفم أَشْكَل العين "[4]" رواه مسلم (2339).
قيل لسماك ما ضليع الفم قال عظيم الفم قيل ما أشكل العين قال طويل شق العين.   شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-: نوع شعره: في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- " ليس بجَعْد قَطَط ولا سَبْط رَجِل[5]" رواه البخاري (3547) ومسلم (2338).   لون شعره وشيبه -صلى الله عليه وسلم-: في حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- " كان قد شَمِط مقدم رأسه ولحيته وكان إذا ادهن لم يتبين وإذا شعث رأسه[6] تبين وكان كثير شعر اللحية " رواه مسلم (2344) ومخالطة الشعر الأبيض السواد " إنما كان البياض في عنفقته وفي الصُّدْغَين وفي الرأس نَبْذ([7])" في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- رواه مسلم (2341).   وفي حديث عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- " كان في عَنْفَقَتِه شعرات بيض" رواه البخاري (3546).   فالغالب أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يغير الشيب لأنَّه قليل وربما صبغ أحياناً فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنها- قال:...
وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصْبُغُ بِهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا...
" رواه البخاري (5851) ومسلم (1187).   وعن عبد الله بن مَوْهَب قال دخلت على أم سلمة -رضي الله عنها- فأخرجت إلينا شعراً من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- مَخْضُوباً" رواه البخاري (5897) وفي رواية له (5898) " أَحْمَرَ ".   مقدار شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-: تارة يكون شعره إلى الأذنين ويسمى وَفْرَة وتارة ينزل لكن لا يصل المنكبين ويسمى لِّمة وتار يكون على منكبيه ويسمى جُمَّة فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:" كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوْقَ الْوَفْرَةِ وَدُونَ الْجُمَّةِ " رواه أحمد (24227) وأبو داود (4781) والترمذي (1755) -وقال حسن صحيح غريب - وابن ماجه (3635).
ورواته ثقات.   وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجِلًا لَيْسَ بِالسَّبِطِ وَلَا الْجَعْدِ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ "رواه البخاري (5905) ومسلم (2338).
وعنه -رضي الله عنه- "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ " رواه البخاري (5903) ومسلم (2338).   وعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَظِيمَ الْجُمَّةِ "رواه البخاري (5901) ومسلم (2337)   فرق النبي -صلى الله عليه وسلم- شعره وسدله: فرق النبي -صلى الله عليه وسلم- شعره ثم سدله إلى الأمام والخلف والذي استقر عليه في الآخر الفرق فعن ابن عباس -رضي الله عنها- قال:" كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ فَسَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ "رواه البخاري (3558) ومسلم (2336).   الغدائر: هل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يترك شعره يطول أحياناً فيحتاج إلى ضفره وجعله غدائر؟ الذي ترجح لي أنَّه لم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه يترك شعر رأسه يطول حتى يجعله غدائر والله أعلم. http://www.alukah.net/Web/zoman/11015/64451/
منكبا النبي -صلى الله عليه وسلم- وكفاه وقدماه: في حديث البراء -رضي الله عنه- " بعيد ما بين المنكبين [8]" رواه البخاري (3551) ومسلم (2337) وفي حديث أنس -رضي الله عنه- كان " ضخم اليدين والقدمين بسط الكفين[9]" رواه البخاري (5907) وفي حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال كان مَنْهُوس العقِبين قيل لسماك ما منهوس العقب قال قليل لحم العقب" رواه مسلم (2339) وفي حديث أنس -رضي الله عنه- " ولا مسست دِيبَاجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " رواه مسلم (2330).   طيب رائحة النبي -صلى الله عليه وسلم-: في حديث أبي جحيفة -رضي الله عنه- " فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك " رواه البخاري (3553) وفي حديث أنس -رضي الله عنه- "كأن عرقه اللؤلؤ … ولا شممت مِسْكة ولا عَنْبَرة أطيب من رائحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " رواه مسلم (2330).   خاتم النبوة: بضعة ناشزة من جسد النبي -صلى الله عليه وسلم- لونه يشبه جسده وقدره ما بين بيضة الحمامة وجُمْع اليد بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه شعرات يميل إلى الجهة اليسرى وما حوله نأتي يميل إلى السواد.   فعن السائب بن يزيد -رضي الله عنها- قال:"نَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ "رواه البخاري (6352) ومسلم (2345).
والحجل طائر على قدر الحمام قال الترمذي (3643): الزِّرُّ يقال بيضٌ لها.   وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال "رَأَيْتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ "وفي رواية "رأَيْتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ[10] " رواه مسلم (2344).   وعن عبدالله بن سَرْجِسَ قال: "نَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى جُمْعًا عَلَيْهِ خِيلَانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيل[11]" رواه مسلم (2346).   وفي حديث عمرو بن أخطب -رضي الله عنه- "شَعَرَاتٌ مُجْتَمِعَاتٌ" رواه الترمذي في الشمائل (20) ورواته ثقات.   قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/563) ما ورد من أنَّها كانت كأثر محجم أو كالشامة السوداء أو الخضراء أو مكتوب عليها محمد رسول الله أو سر فأنت المنصور أو نحو ذلك فلم يثبت منها شيء.


[1] أي معتدل الطول.
و هو معنى مقصداً الوارد في حديث أبي الطفيل -رضي الله عنه-. [2] أزهر: أبيض مشرب بحمرة.
الأمهق: شديد البياض من غير مخالطة لون آخر و هو مكروه لأنَّه يشبه البرص.
الآدم: الأسمر. [3] ففي الشمس لمعان وفي القمر ملاحة فوجهه -صلى الله عليه وسلم- حسن مضيء مستدير. [4] قال القرطبي في المفهم (6/138) ـ بعد أن نقل عن أهل اللغة أنَّ أشكل العين هو ما في بياض عينه حمرة - هذا هو المعروف عند أهل اللغة فما فسره سماك من أنَّه طويل شق العين فغير معروف عندهم و لم أقف على من قاله غيره.
وانظر البداية و النهاية (6/19). [5] جعودة الشعر أن لا يتكسر ولا يسترسل.
و القطط: شديد الجعودة.
وسبوطة الشعر: استرساله.
و رَجِل الشعر: مسرح الشعر.
فشعره بين الجعودة و السبوطة. [6] أشعث رأسه: تفرق شعر الرأس. [7] العنفقة: مابين الذقن و الشفة السفلى.
الصدغ: ما بين الأذن و العين.
نبذ: متفرق. [8] المنكب: مجمع عظم العضد والكتف.و المراد أنَّه عريض أعلى الظهر و الصدر. [9] ضخم اليدين والقدمين: ممتلية لحما.
بسط الكفين: مبسوطهما خلقة. [10] في رواية الترمذي في الجامع (3644) والشمائل (17) "رأَيْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ" هذه الرواية رواها أيوب بن جابر عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- وأيوب بن جابر السحيمي ضعيف قال الإمام أحمد يشبه حديث أهل الصدق وقال ابن معين ومعاوية بن صالح ليس بشئ وقال النسائي ضعيف وقال أبو زرعة وهي الحديث ضعيف وقال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال ابن حبان كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه. فزيادة " غُدَّة حَمْرَاء " ليست ثابتة لأمرين: الأول: في رواية مسلم عن شعبة والحسن بن صالح عن سماك عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- " كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ " الثاني: في رواية مسلم عن إسرائيل بن يونس عن سماك عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- " مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ" فخالف أيوب بن جابر الثقات في زيادة " غُدَّةً حَمْرَاءَ " فهي زيادة منكرة والله أعلم [11] الجُمْع: الكف إذا جمع.
النَاغِض: أعلى الكتف.
الخَال:الشامة.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣