أرشيف المقالات

أشراط الساعة الصغرى والكبرى

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2أشراط الساعة الصغرى والكبرى
العلامات الصغرى تؤذن بقرب الساعة، وهي تتقدم الساعة بأزمان بعيده نسبياً، وتكون في أصلها معتادة الوقوع، وقد تقع في مكان دون مكان، ويشعر بها قوم دون قوم، ومنها ما قد ظهر وانقضى، كبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وانشقاق القمر...
وغير ذلك، ومنها ما قد ظهر ولا يزال يتتابع: كظهور الفتن، وكثر القتل...
وغير ذلك، ومنها ما لم يظهر بعد: كانتفاخ الأهلة، وتكليم السباع والجماد للإنسان....
وغير ذلك.   أما العلامات الكبرى فهي تُؤْذنُ بوقوع الساعة، وتكون في ذاتها غير معتادة الوقوع، ولها تأثير كبير، ويشعر بها جموع الناس: مثل خروج الدَّجَّال، ونزول عيس عليه السلام، وظهور يأجوج ومأجوج...
وغير ذلك   وقد اختلف العلماء في عددها وترتييها، واختلافهم في العدد إلى سببين:- الأول: اختلافهم في صحة سند الحديث، فمَن تساهل، زاد في عددها، ومَن تشدَّد ودقَّق؛ وجدها أقل.   والثاني: اختلافهم في تصنيف بعض الأشراط بين الصغرى والكبرى، فظهور المهدي مثلاً عدَّه بعضهم من الصغرى، ورآه آخرون من الكبرى، كما ذهب قوم إلى: أن طلوع الشمس من مغربها أول الأمارات الكبرى، ورأى آخرون أن أولها الدَّجَّال.   وكثير ما يحدث لدى الكلام عن الساعة وأشراطها، وعمَّا يكون بعدها، أن يطوي بعضُ الرواة بعض المشاهد، أو يفهم بعضهم عمَّن حدثه فهماً خاصاً، فيصوغه بعبارته، فيحدث لبس أو وهم.   • أما اختلافهم في تسلسل وقوع بعضها أحياناً، فسببه عدم وجود نص صريح يبيِّن ترتيبها حسب وقوعها، ولاسيما الكبرى، وقد جاء ذكرها في الاحاديث مجتمعة بدون ترتيب غالباً، فقد عطفت بـ(الواو)، أو بـ(أو) وكلاهما لا يفيد الترتيب، بل إن الحديث الواحد ليختلف ترتيبه بين رواية ورواية، فحديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "إنها - أي الساعة - لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدَّجَّال، والدابة"، والحديث رواه مسلم عنه بلفظين مختلفين في الترتيب، رقم: (2901) (4/2225).   وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "بادروا بالأعمال ستاً"، والحديث رواه مسلم: (2947) (4/2267).   وإحدى الروايتين بـ(الواو)، والأخرى بـ(أو) وهما لا يدلان على الترتيب، إلا أن تسلسل بعضها يقيني، فقد ذكرت بعض الروايات الأشراط مرتبة حسب وقوعها كما في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، والحديث رواه مسلم رقم:(2937)، (4/2255).   ومن ناحية أخرى، فإن بعض الروايات ذكرت ان أول الآيات كذا وبعضها ذكر أن أول الآيات غير ذلك، وقد حاول العلماء الجمع والتوفيق بين الروايات بأن الأولية بينهما نسبية، أو من ناحية مخصوصة.   ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "أن أول الآيات خروجاً: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى...".   الحديث: أي: أول الآيات التي ليست مألوفة، وهي مخالفة للعادات المستقرة، فطلوع الشمس من مغربها أول الآيات السماوية، وخروج الدابة أول الآيات الأرضية، وهما العلامة الأولى لتغيير أحوال الكون، وقرب قيام الساعة.   وأكثر الخلاف إنما هو في الأشراط الكبرى، أما الصغرى، فأكثرها يُعرف ترتيبه من خلال حدوث بعضها إثر بعض.
(انظر المسيح المنتظر ونهاية العالم: ص 8، 9).   تنبيه: من أشراط الساعة ما قطعت النصوص بتعيين ترتيبها مثل الدَّجَّال، يليه نزول المسيح عليه السلام، يليه يأجوج ومأجوج.   ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود وحسنه الألباني رقم (3609) وفيه: "عمران بيت المقدس: خراب يثرب، وخراب يثرب: خروج الملحمة، وخروج الملحمة: فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية: خروج الدَّجَّال".   ومنها مقدمات إجمالية ذُكرت دون تعيين ترتيبها بالنسبة لما يتوقع من الأشراط: كانحسار الفرات عن جبل من ذهب، وعودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً...
ونحو ذلك.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١