أرشيف المقالات

الدعاة إلى الله في مواجهة الإرث الشيطاني الخبيث

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2الدعاة إلى الله في مواجهة الإرث الشيطاني الخبيث
ما من يوم أمرُّ به في السوق أو أركب فيه وسيلة مواصلات عامة، إلا وتمتلئ أذناي بالطين من سماع الأغاني والموسيقا لفنانين وكبار الموسيقيين، ربما مرَّ على وفاتهم عشرات السنين، ولكن أصحاب الإذاعات والقنوات يترحَّمون عليهم لا يقولون: غفر الله له، بل يقولون: غفر الله له بقدر ما قدَّم من فنٍّ وجمال!   سبحان الله! وأيُّ فنٍّ ذلك الذي يحبِّب الفتاة العذراء إلى الولد البتول، الذي ما أن يبلغ حتى يتغنَّى بأغانيهم؛ طالبًا العشق والفجور، نسأل الله لأبنائنا السلامة والهداية.   ويا ليتهم يحذفون هذه الأغاني لهؤلاء الفنانين الموتى، بل يزدادون في سماعها وترديدها أبد الآبدين، وكأني بهم أسمع أصواتهم من قبورهم (تخيُّلاً) يقولون: رحماكم بنا، أوقِفوا هذا الإرث الشيطاني، رحماكم بنا، يا ألله! يا ترى ما حالكم في قبوركم الآن؟ وكنا عندما نقول في هذه المواصلات العامة: لا ينبغي سماع الأغاني لحرمتها، يثورون علينا كثور هائج: لا يحق لك ذلك، من أنت؟ اجلس وأَقْفِل أذنيك عنَّا ودعنا نستمتع بهذا الغناء!   لكن بفضل الله تعالى وبفضل جهود بعض الدعاة أصبحت تنحسر هذه الأغاني رويدًا رويدًا، وترتفع أصوات الدعاة في الإذاعات وأجهزة الإعلام، وعلى رأسهم الشيخ محمد سيد حاج رحمه الله، فبعد بروز علمه وبساطة أسلوبه ودراسته للواقع دراسة متأنِّية، اقتنع كثيرٌ من الشباب بحرمة الغناء، بل أصبحوا موحِّدين، ونفضوا غبار الجاهلية، بل التزم كثيرٌ منهم والحمد الله رب العالمين.   ألا فليرحم الله الشيخ محمد سيد حاج؛ فقد ترك تلامذته تسجيلاته في كل وسيلة مسموعة ومرئية، حتى جعل الله له القبول في أهل السودان، فلا تكاد تسأل أحدًا إلا ويثني عليه، وأصبح من الطبيعي أن تُسمع محاضراته بدل تلك المزامير.   لذلك ينبغي للدعاة أن يقتحموا الإذاعات والقنوات وينشروا فيها العلم الشرعي، ولا يتحججوا بأيِّ حجج واهية، فمزاحمة الباطل أفضل من أن نترك الباطل يَعظُم ويستشري، فربما قليل من التوجيه أهلك كثيرًا من الباطل فبدَّده وجعله هباءً منثورًا.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢