أرشيف المقالات

عبرة الموت

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2عبرة الموت
عن أنس رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطًا فقال: ((هذا الإنسان وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب))؛ رواه البخاري.   لعل خير ما نرثي به أخانا وزميلنا حسينًا - رحمه الله - أن نكتب في هذا الموضوع من المجلة حديثًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه عبرة وعظة، وتذكرة بهادم اللذات [1] ومفرق الجماعات؛ عسى أن نقصر من الأمل، ونستعد لبغتة الأجل، ونفر إلى الله من هذه الكربات، فقد أزفت الآزفة، ليس لها من دون الله كاشفة، ونحن في غمرة ساهون، وعما قريب تذهب النفس حسرات، وهيهات أن ينفع الندم هيهات.   جاء نعي الفقيد - تغمده الله برحمته - وأنا بمسجد السيد عبدالرحيم القنائي أعد مقالاً للمجلة، فكان وقع النعي أليمًا، وبخاصة على قراء الإسلام، الذين كان يمتعهم الفقيد بشرحه الفياض، وبيانه العذب، وروحه الطاهرة الطيبة المتولهة بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.   وبعد، فقد فصَّل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه هذا الحديث تفصيلاً، رأينا أن نسوقه إلى القراء؛ قصدًا إلى الإيضاح، واستغناء عن أقوال الشراح، وليس بعد بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان.   روى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًّا مربعًا، وخط خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: ((هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أملُه، وهذه الخطط الصغار الأعراض[2]، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا)).   وقد اختلف العلماء في رسم الخطوط التي خطها النبي صلى الله عليه وسلم، ورسمها كل على حسب فهمه، ولعل أقربها إلى الفهم، وأولاها بالحديث: هذه الصورة:   مجلة الإسلام العدد 24 السنة 12 التاريخ: 15 من جمادى الثانية سنة 1362هـ، 18 من يونيه سنة 1943م


[1] قاطعها، وهو الموت، ويجوز قراءتها بالدال المهملة. [2] الآفات والمصائب - وقانا الله شرها.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير