أرشيف المقالات

الأدلة على أشراط وعلامات القيامة

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
الأدلة على أشراط وعلامات القيامة

ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية أن للقيامة علامات وأمارات تتقدمها وتكون بين يديها، ومن الأدلة على ذلك: قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾ [محمد: 18].
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "فقد جاء أشراطها أي أمارات اقترابها كقوله تعالى: هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى..
أَزِفَتِ الْآزِفَةُ، وكقوله جلت عظمته: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وكقوله سبحانه وتعالى: ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ [النحل: 1]، وقوله جل وعلا: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1]، فبعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أشراط الساعة؛ لأنه خاتم الرسل الذي أكمل الله تعالى به الدين وأقام به الحجة على العالمين، وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- بأمارات الساعة وأشراطها، وأبان عن ذلك وأوضحه بما لم يؤته نبي قبله".
تفسير ابن كثير 4/ 159.

كما جاءت هناك بعض الآيات التي جاءت في القرآن متضمنة لبعض أشراط الساعة وعلاماتها، منها: قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 96، 97].

وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82].

أما السنة النبوية فقد استفاضت بأحاديث كثيرة جاءت بعلامة أو علامتين أو أكثر من علامات يوم القيامة، منها حديث جبريل المشهور حين جاء النبي -صلى الله عيه وسلم- وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة ووقتها، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان".
رواه مسلم.

ومنها - أيضًا - حديث مالك بن عوف - رضي الله عنه - الذي قال فيه: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك وهو في قبة أدم فقال: "اعدد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوْتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.
رواه البخاري.

ومنها حديث حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - الذي يقول فيه: "طلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر، فقال: "ما تذاكرون؟" قالوا: نذكر الساعة.
قال: "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات".
فذكر الدخان والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم".
رواه مسلم.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير