أرشيف المقالات

بلياس ومليزاند

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
8 للفيلسوف البلجيكي موريس ماترلنك ترجمة الدكتور حسن صادق بلياس - أخاف عليك السقوط.

سأمسك يدك.
مليزاند - لا تفعل.
أريد أن أغمس يدي في الماء.

من ينظر إليهما، يظن أن بهما اليوم مرضا! بلياس - أوه! أوه! حذار، حذار من الوقوع في الماء! مليزاند! أوه! شعرك! مليزاند - (تنهض) لا أستطيع أن أبلغه! بلياس - شعرك انغمس في الماء مليزاند - نعم.
انه أطول من ذراعي.

انه أطول منى (سكوت) بلياس - لقد وجدتك على حافة عين مثل هذه تبكين.
أتذكرين؟ مليزاند - نعم بلياس - وماذا قال لك؟ مليزاند - لاشيء.

.
لم أعد أذكر.

نسيت كل كلماته بلياس - وهل دنا منك؟ مليزاند - نعم.
وأراد أن يقبلني بلياس - وأنت؟ هل أرضيت رغبته؟ مليزاند - كلا بلياس - ولماذا؟ مليزاند - أوه! رأيت في قاع الماء شيئاً يتحرك! بلياس - كدت تسقطين في الماء!.

بماذا تعبثين؟ مليزاند - بالخاتم الذي أعطاني إياه بلياس - لا تلعبي به فوق هذا الماء العميق مليزاند - يداي لا ترتعدان بلياس - ما أشد بريقه! لا تقذفيه في الفضاء هكذا! مليزاند - أوه! بلياس - هل سقط؟ مليزاند - سقط في الماء! بلياس - أين هو! أين هو؟ مليزاند - لم أره أثناء وقوعه بلياس - أعتقد أني أراه يشع في الماء بريقا مليزاند - خاتمي؟ بلياس - نعم.
نعم.

انظري جيدا مليزاند - أوه! إنه منا بعيد! لا.
لا.
ليس إياه.

لقد فقد وغاب عن البصر.

لم يعد إلا دائرة كبيرة على سطح الماء.

ماذا نصنع الآن؟ بلياس - لا تجزعي من أجل خاتم.
هذا أمر ضئيل الشأن.
سنجده أو نجد غيره مليزاند - كلا لننجده ولن نجد غيره أيضا! كنت أعتقد أنه في يدي.

وكانت يدي حريصة عليه، ولكنه وقع في الماء على الرغم من هذا الحرص.

قذفته في الفضاء بقوة شديدة كأني أردت له أن يبلغ الشمس! بلياس - تعالي سنعود للبحث عنه في يوم آخر.
.
تعالي لقد حانالوقت.
سيبحثون عنا بعد قليل.

سمعت ساعة البرج تدق اثنتي عشرة مرة تعلن إلى الناس منتصف النهار، وقد سقط الخاتم في الماء قبل أن تتلاشى الضربة الأخيرة في الهواء! مليزاند - ماذا نقول لأخيك (جولو) إذا سأل عنه؟ بلياس - الحقيقة، الحقيقة، الحقيقة! (يخرجان) المنظر الثاني (غرفة في القصر، جولو راقد على فراش ومليزاند جالسة بالقرب منه) جولو - آه آه: خلي عنك الجزع فليس ما أصابني بذي خطر إني في حال حسنة ولن يكون لجراحي أثر سيئ.

ولكن لا أستطيع تفسير ما حدث! كنت أصيد في الغابة مبتهجا هادئا.

.
ثم جمح جوادي دفعة واحدة دون أن أعرف السبب.

هل رأى شيئاً غريبا مخوفا أدخل على نفسه الرعب والفزع؟.
.
سمعت ساعة البرج تدق اثنتي عشرة مرة تعلن إلى الناس منتصف النهار، وقبل أن تتلاشى الضربة الأخيرة في الهواء، أقبل الجواد فجأة وجرى كغرير مجنون.

.
وظل في عدوه حتى صدم شجرة غليظة.

وقعت على الأرض، وأعتقد أن الجواد وقع على صدري.
.
شعرت في تلك اللحظة بأن الغابة كلها تثقل علي وتنتزع مني الحياة في ألم مبرح.

وأيقنت أن قلبي يتمزق.

ولكنه والحمد لله سليم في مكانه.

لا تجزعي ولا تخافي.
ستلتئم الجراح وتعود إليّ العافية الشاملة مليزاند - أتشرب جرعة من الماء؟ جولو - ليس بي ظمأ.
شكرا لك مليزاند - أتريد مصدغة أخرى؟.

أرى على هذه نقطة صغيرة من الدم جولو - كلا.
لست في حاجة إلى مصدغة أخرى مليزاند - أصدقني القول يا جولو، هل تتألم من جراحك كثيرا؟ جولو - كلا.
كلا.
ليست هذه أول مرة تصيبني فيها الجراح.

خلقت من حديد ودم مليزاند - أغمض عينيك وتملق النوم.
سأقضي الليل كله بجوارك جولو - جنبي نفسك التعب فلست في حاجة إلى شيء.
سأنام كالطفل الوديع.

ماذا جرى؟ مليزاند! لماذا تبكين دفعة واحدة مليزاند - (تستخرط في البكاء) إني.

إني مريضة جولو - مريضة؟! ماذا بك؟ مليزاند - لا أدرى.

الحياة هنا تغمز على المرض.

آثرت أن أقول لك ذلكاليوم.

لست بسعيدة هنا جولو - ماذا حدث؟! هل أساء إليك أحد؟ مليزاند - كلا.
ليس هذا ما أعنيه.
جولو - إنك تخفين عني شيئاً في أغوار نفسك.
أنفضي إلى جملة حالك.
من الذي يكدر عليك صفو حياتك؟ أهو الملك، أم أمي أم أخي بلياس؟ مليزاند - لا أحد يكدر علي صفو الحياة.
إنك لا تستطيع إدراك نفسي.

شيء أقوى مني.
جولو - لا تسلمي زمام نفسك إلى أوهام تبلبل بالك وتشقيك.
ماذا تريدين أن أفعل؟! هل عدت طفلة غرة تتلاعب بلبك أفكار الخيال؟! هل زهدت في زوجك ورغبت في هجره؟ مليزاند - أوه كلا.
ليس هذا هو.
.
أتمنى أن أذهب معك.

لا أريد أن أعيش هنا بعد اليوم.

أشعر بأن عمري قصير ولن أستمتع بالحياة طويلاً! جولو - ولكني أريد أن اقف على علة ذلك.

سيعتقد الناس إذا سمعوا قولك، أنك فقدت رشدك، أو أنك طفلة يغرر بها حلم ساذج.
تكلمي أهو بلياس الذي.
؟ يقيني انه لا يتحدث إليك كثيرا

شارك الخبر

مشكاة أسفل ١