العدد 29 - حقيقة طه حسين
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
حقيقة طه حسين
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الربيعان
كتب سعادة الأستاذ عبد العزيز الربيع كلمة للنشرة التي يصدرها معهد النور بالمدينة المنورة، وجعل عنوانها (من النماذج الفريدة) وقد استهلها بقوله:
"كانت صورته غفر الله له أول صورة مثلت أمام مخيلتي وأنا أهيئ نفسي لكتابة هذه الكلمة القصيرة للمجلة التي يصدرها معهد النور بالمدينة المنورة، وكان اسمه أسبق الأسماء التي خطرت في ذهني منذ اللحظات الأولى..
أعتقد أنكم عرفتموه.. فقد انتقل إلى رحمة ربه ونحن نخوض حرب رمضان المبارك ويرى ببصيرته لا ببصره إنه الدكتور طه حسين رحمه الله..
لقد شخص بذهني وأنا أعد هذه الكلمة لأنه بالرغم من أخطائه الفكرية كان أحد النماذج الرائعة لعبقرية أمتنا فقد استطاع بطموحه وكفاحه وجهده المتواصل أن يحقق الهدف الذي يتطلع إليه والغاية التي عمل على تحقيقها" ثم وصف طه حسين بأنه أنموذج من الألوف الذين تغلبوا بقوة إيمانهم وصدق عزيمتهم وحسن يقينهم بالله على الظروف والعقبات..
وأنه أحد الأفذاذ الذين صنعوا المعجزات لأمتنا وبلادنا..الخ. ولما كان سعادة الكاتب في منصب من مناصب التوجيه والتأثير الفكري في بلادنا رأيت أن أبين حقيقة طه حسين ذلك النموذج الفريد حقاً ولكن في غير ما وصف سعادة الكاتب بل في الانحراف بالأمة عن السبيل السوي والصراط المستقيم والسير بها في متاهات الضلال. فأولا أسأل سعادة الكاتب ما علاقة طه حسين بحرب رمضان أو غيرها من الحروب؟ هل كان زعيماً سياسياً أو قائداً عسكريا أو محرضاً في شعره أو نثره على محاربة الأعداء وتحرير الأراضي؟ والسؤال الثاني نقول فيه: كيف علمت أن طه حسين انتقل إلى رحمة الله ولم ينقل إلى ما يستحقه؟ أليس هذا أمر غيبي علمه عند الله وحده؟ وهذا لو كان من تعنيه مسلماً ومن خيار الصالحين فكيف وهو طه حسين؟