مقدمة لقراءة نقدية
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
مقدمة لقراءة نقدية
خالد بن صالح السيف
مدخل: أجيء إليكم ممتطياً للحرف صهوة.. وإخال أنه لا تثريب عليَّ في أن أنقد من الداخل نقداً ذاتياً صرفاً، إمعاناً في التخلية قبل التحلية: الاتكاء على استقراء أبعاد معالم (الواقع) يجب أن نتجاوز فيه (الإقليمية) ! ! وزخم (الكم) ! ! (غثائية سيل) [1] ليس غير..
أو هكذا أحسبها! ! وليس ثمة ريب في (سذاجة) أطروحات تمارس (استشراف) المستقبل من واقع أرضية (قيعان) لا تنبت غير (رِمْث) [2] الإقليمية و (عَوْسج) [3] الكم! ! (إنما الناس كإبلٍ مائةٍ لا يوجد فيها راحلة) [4] . *** لم تزل بعد (المطابع) وهي تلفظ زخماً هائلاً من مطبوعات تحسب عادة على الفكر الإسلامي وتصنف في مختلف فروعه! ! وإزاء هذا الكم (الملفوظ) استمرأ كُثر هذا المسلك (سهلٌ سُلَّمه) للارتقاء على كتف الكم. والأذن هي الأخرى شنفتها مصطلحات (المناقصة) ! ! و (الكمسيون) [قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ والآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى ولا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً] [النساء: 77] . في المكتبة الإسلامية نقف على هذه الحقيقة البدهية وأدرك يقيناً أن ثمة من تجرع هذه الغصة ولا ريب. كمية العطاء ...
لا كيفية الإثراء! ! لم تكن مائة كتاب هذه المجموعة غير كتاب واحد كُتب مرة واحدة بمائة قلم ومائة عنوان ومائة إخراج! ! ومائة ...
ومائة ...
! ! لم أجد في العراق ليلى ولكن ...
كلَّ يومٍ أمرُّ في مجنون *** داروين ومن خلال كتابين اثنين فحسب أحدث هزة فكرية عالمية لم تزل بقايا آثارها.
(أصل الأنواع) و (أصل الإنسان) . هما كتابان اثنان قَلَب فيهما موازين عقولٍ لم تنعتق من عبودية الشهوة نتاج طبَعي للانحراف في قوامة الفطرة.
وعلى الرغم من تصدع نظريته لأربابه أخيراً بيد أنها لم تزل - بعد - قبلة يمم الغرب والمستغربون وجوههم شطرها. *** التحقيق..
والتعليق..
والتخريج..
والإشراف على طبعه أعني (العناية) ، وتدبيج مقدمات إنشائية ذات أسلوب فضفاض ومفردات ينوء بحملها الورق الصقيل!! ويتولى كِبْرها المأخوذ بنشوة: وكتب أبو فلان عفا الله عنه!! ... ولست أدري..
أيعوزنا إيجاد ضوابط للحد من استفحال (فيروس) (التزبب قبل التحصرم) ولو عبْر قنوات هيئات (أكاديمية) ومركز علمية؟ ! تُعنى ...
بهذا الشأن. التكنِّي (بأبي فلان) ليس مطية يحسن ركوبها كل أحد..
ولا أحسبها شارةً تبيح لكل أحدٍ أن يمارس العبث بعطاء جهابذة هذه الأمة - عليهم من الله شآبيب رحمته - قال أبو الفتح: أمران مفترقان لست تراهما ...
يتشوقان لخلطة وتلاق طلب المعاد مع الرياسة والعلى ...
فدعْ الذي يفنى لما هو باق الجنوح في الفكر إبان معترك الأزمة داء أفرزه انخرام أجل مقتضيات (لا إله إلا الله) الولاء والبراء! ! أرقبه جلياً في أبعاد المواقف (المنتمية) و (اللامنتمية) ! ! تجاه أحداث ... الخليج..
ورحى القضية يدور مدار (العقيدة) وليس ثمة تأول يلتمس لرقع الخرق وقد اتسع! ! *** منهجية الإنصاف في بعض مشاريعنا الثقافية الفكرية شحيحة (أعز من الشعرة البيضاء في جلد ثور) . (ومن الأسباب المانعة من الإنصاف: ما يقع من المنافسة بين المتقاربين في الفضائل، أو في الرئاسة الدينية أو الدنيوية، فإنه إذا نفخ الشيطان في أنفهما وترقت المنافسة، بلغت إلى حد يحمل كل واحد منهما على أن يرد ما جاء به الآخر إذا تمكن من ذلك وإن كان صحيحاً جارياً على منهج الصواب. وقد رأينا وسمعنا من هذا القبيل عجائب صنع فيها جماعة من أهل العلم صنيع أهل الطاغوت، وردوا ما جاء به بعضهم من الحق وقابلوه بالجدال الباطل والمراء القاتل) [5] . فكيف هي أيامنا هذه؟ ! وهي حبلى بمواجع الإنصاف المغلوب على أمره. قال أبو فراس: لم أؤاخذك بالجفاء لأني ...
واثق منك بالإخاء الصحيح وجميل العدو غير جميل ...
وقبيح الصديق غير قبيح __________ (1) إشارة إلى الحديث الذي أخرجه أحمد والدارِمِي. (2) نبات بري من الحمض. (3) نبات شائك له ثمر مدور كأنه خرز العقيق. (4) حديث أخرجه أحمد، ومسلم والترمذي وابن ماجة. (5) الإمام الشوكاني في كتابه (أدب الطلب ومنتهى الأدب) ، ص118 تحقيق محمد الخشت.