أرشيف المقالات

مسودات على مذكرات الحديث وعلومه كلية أسيوط – جامعة الأزهر

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
2مسودات على مذكرات الحديث وعلومه كلية أسيوط – جامعة الأزهر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فهذه مُسوَّدة لتعليقات سريعة على مُذكِّرات الحديث وعلومه للسنتين الثالثة والرابعة بكلية أسيوط بجامعة الأزهر، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به. طه محمد الساكت في صباح الجمعة 19 من شوال 1392 - 17 من نوفمبر 1972 ♦♦♦
حديث السنة الثالثة وعلومه. قواعد التحديث في المسلسل. ص 108.
انتهى في التسلسل إلى عمرو بن دينار. في المنهج الحديث قسم مصطلح الحديث للشيخ السماحي. وإليه [سفيان بن عيينة] منتهى التسلسل بالأولية على الأصح. عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبدالله بن عمرو بن العاص عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء...
)
)
إلخ.   "وهو حديث حسن؛ أخرجه أبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، إلا أنهم جميعًا لم يُسلسلوه، وأخرجه أحمد، وقد اختلفت الألفاظ في رواية الحديث"؛ اهـ باختصار وتصرف.   وفي علوم الحديث ومصطلحه ص249 مع الاختصار: "هو الذي تتكرر فيه أقوال أو أفعال متماثلة، ثم ينقلها كل راوٍ عمن فوقه". جـ4 صحيح مسلم ص2149: 50 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (1) باب ابتداء الخلق (خلق آدم عليه السلام): 2789 حدَّثني سُرَيْج بن يونس وهارون بن عبدالله قالا: حدَّثَنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جُرَيْج: أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبدالله بن رافع مَوْلى أم سلمة عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: ((خَلَق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، وفي آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل)). مختصر صحيح مسلم للألباني، حديث 1605، ص185، كتاب ذِكر الأنبياء وفضلهم. وهو في ترتيب المسند للشيخ الساعاتي رحمه الله ص20. قواعد التحديث 107.   المسلسل: هو ما تتابع رجال إسناده على حالة (صفة) واحدة: (1) إما في الراوي قولًا فقط أو فعلًا فقط، أو قولًا وفعلًا معًا، نحو: سمعت فلانًا يقول سمعت فلانًا...
وهكذا إلى آخر السند، وأخبرنا فلان والله، قال: أخبرنا فلان والله...
إلخ.   أو فعلًا فقط؛ كحديث التشبيك باليد، ومثَّلوا له بقول أبي هريرة رضي الله عنه: شبَّكَ بيدي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وقال: ((خلق الله التربة يوم السبت...
)
)
إلخ الحديث السابق، فإنه مسلسل بتشبيك كل منهم بيد من رواه عنه، وهو في مسلم بلفظ: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي.   أو قولًا وفعلًا معًا كحديث: ((لا يجد العبدُ حلاوة الإيمان حتى يُؤمن بالقدر؛ خيره وشره، حُلوه ومُرِّه))، وقبض رسول الله على لحيته وقال: (آمنت بالقدر؛ خيره وشره، حُلوه ومُرِّه)، وكذا كل راوٍ من رواته قَبَضَ على لحيته وقال...   وإما على صفة واحدة؛ كاتفاق أسماء الرواة كالمحمدين، أو صفاتهم كالفقهاء، أو نسبتهم كالدمشقيين، وأفضل المسلسلات ما دلَّ على الاتصال في السماع وعدم التدليس، ومن فوائده اشتماله على زيادة الضبط من الرواة، ولكن قلَّما يسلم المُسلسَل من خلل، وقد ينقطع تسلسله في وسطه أو أوَّله أو آخره؛ كحديث الرحمة المسلسل بالأوَّلية، فإنه انتهى فيه التسلسل إلى عمرو بن دينار. وهو من صفات الإسناد كما في شرح النخبة.   ويمكن تعريفه أخذًا من شرح البيقونية وحاشيتها بأنه: ما توارد على حال واحدة؛ من وصف الرواة أو السند؛ أي: التحمل. والحاصل أن المسلسل من الحديث: ما تتابع رواته واحدًا فواحدًا على صفة واحدة، سواء أكانت تلك الصفة للرواة أنفسهم أم للإسناد، وسواء أكان ما وقع فيه الإسناد متعلقًا بصيغ الأداء، أم متعلقًا بزمن الرواية أو مكانها، وسواء كانت صفة الرواة قولًا، أو فعلًا، أو قولًا وفعلًا معًا، وهذا ما عليه الأكثرون.   وفي تخريجه (م س)، وأورده الحافظ ابن كثير وعَزَاه لمسلم والنسائي، ثم قال: "وهو من غرائب الصحيح، وتكلم فيه كلمة عِلْمية نفيسة، تُنقَل عند السعة إن شاء الله تعالى"؛ (طه).   علوم الحديث ومصطلحه للدكتور صبحي الصالح ص253: ومن الأحاديث المسلسلة التي حكم النقاد ببطلانها متنًا وتسلسلًا - الحديثُ المسلسل بالقسم، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بالله العظيم لقد حدَّثَني جبريل عليه السلام، قال: بالله العظيم لقد حدثني ميكائيل، إلى أن ينتهي إلى رب العزة تبارك وتعالى...
الحديث، قال السخاوي: هذا الحديث باطل متنًا وتسلسلًا. ينظر الجوهري وعياض.   غريب ألفاظ الحديث: كلماته الخفية التي تحتاج إلى تفسير: والغرابة تختلف باختلاف طلاب العلم والحديث، فرُبَّ كلمة غريبة عند أحدهم واضحة عند آخرين. الزمخشري توفي 538.   (3) كلمة في المسلسل، انظر ص 2 و3 و4 187/2 تدريب المسلسل إجمالًا - هو ما اتفقت رواتُه على صفة من الصفات؛ سواء كانت صفة للرواة أو للإسناد. أو: "هو الذي تتكرر فيه أقوال وأفعال متماثلة ينقلها كل راوٍ عمن فوقه". وبشيء من التفصيل هو: (13) وأنا أحبك. (34) بالعد في اليد. (46) التمر والماء. (74) بالنظر في المصحف.   (4) كلمة في الناسخ والمنسوخ يطلق النسخ في اللغة على الإزالة والنقل والتحويل، ومنه نسخَت الريحُ الأثرَ: أزالته، ونسخ الكتاب: نقله. وأما النسخ في الشرع فهو: في النسخ تابع ص 169- 170 من الباعث الحثيث.   قال النووي على شرح مسلم 4/ 36: في باب أن الجِماع كان في أول الإسلام لا يُوجِب الغسل إلا أن ينزل، وبأنه نُسِخ، وأن الغسل يجب بالجماع، قال: "اعلم أن الأمة مجتمعة الآن على وجوب الغسل بالجماع، وإن لم يكن معه إنزال، وعلى وجوبه بالإنزال، وكان جماعة من الصحابة على أنه لا يجب إلا بالإنزال، ثم رجع بعضهم وانتقد الإجماع بعد الآخرين، وفي الباب حديث: ((إنما الماء من الماء))، مع حديث أُبَي بن كعب في الرجل يأتي أهله ثم لا ينزل قال: ((يغسل ذكره ويتوضأ))، مع الحديث الآخر: ((إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل))، قال العلماء: العمل على هذا الحديث، وأما حديث الماء من الماء فالجمهور قالوا: إنه منسوخ"؛ اهـ باختصار وتصرف قليل.   وفي ص42/ 4: قال في باب الوضوء مما مسَّت النار: وقد اختلف العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم: ((توضؤوا مما مسَّت النار))؛ فذهب جماهير العلماء إلى أنه لا ينتقض الوضوء بأكل ما مسَّته النار، مُحتجِّين بالأحاديث الواردة بترك الوضوء مما مسَّته النار، وبأن حديث الوضوء مما مسَّته النار منسوخ، والناسخ حديث جابر: "كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسته النار"، وهو حديث صحيح؛ رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من أهل السنن، والجواب الثاني أن المراد بالوضوء غسل الفم والكفين، وكان هذا الخلاف في الصدر الأول، ثم أجمع العلماء بعد ذلك على أنه لا يجب الوضوء مما مسَّته النار.   وفي الاعتبار للحازمي ص 109: "عن أنس قال: أول ما كُرِّهت الحجامة للصائم أنَّ جعفر بن أبي طالب احتَجَمَ وهو صائم، فمر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((أفطر هذان))، ثم رخَّص النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ في الحجامة للصائم، فكان أنسٌ يحتجم وهو صائم".   وفي ص 108: "قال الشافعي عَقِيب حديث ابن عباس: وأول سماع ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، ولم يكن يومئذٍ مُحرِمًا، ولم يصحبه مُحرِمًا قبل حَجَّة الإسلام، فذكر ابن عباس حجامة النبي صلى الله عليه وسلم عامَ حجة الإسلام سنةَ عشرٍ، وحديث: ((أفطر الحاجم والمحجوم)) عامَ الفتح، والفتحُ كان سنة ثمانٍ، قبل حَجة الإسلام بسنتين".   • غزوة مؤتة كانت في جُمادى الأولى سنة 8 هـ، وغزوة الفتح في رمضان سنة 8 هـ، جـ3 نفح الطيب. ومؤتة مدينة تقع في الشام، جنوب شرقي عَمَّان عاصمة الأردن، وفي هذه الغزوة قُتِل جعفر رضي الله عنه، الذي قيل فيه حديث: ((أفطر الحاجم والمحجوم)).   والنسخُ: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه، والناسخ في الحقيقة هو الله تعالى، ويعرف النسخ بأمور أخرَ، منها ما ورد في النص، كحديث بُرَيدة: "كنت نهيتكم..."، ومنها ما يجزم الصحابي بأنه متأخر؛ كقول جابر: "كان آخر الأمرين..." السابق في مسلم، ومنه ما يُعرَف بالتاريخ، وهو كثير.   وسبب غزوة مؤتة: أنه صلى الله عليه وسلم وجَّه رسولًا من قِبَله بكتاب إلى أمير بُصرى من قبل هِرَقل، وذلك بعد عمرة القضاء التي كانت في السابعة من الهجرة، فترصَّد له في الطريق مَن قتَلَه، على الرغم من أن الرسل لا تُقتَل، فكان الرد على هذه الجناية البغيضة أن أرسلَ صلى الله عليه وسلم حملة تأديبيَّة مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل، وعقد اللواء فيها لزيد بن حارثة، وقال: ((إن أُصِيب فاللواء لجعفر، فإن أُصِيب فلعبدالله بن رواحة))، فأُصِيبوا جميعًا، ثم اختار الجيشُ خالدًا سيف الله رضي الله عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم كلمات مُلحَقة بالباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: (1) كلمة في آثار الوضع وجهاد العلماء في مقاومته من آثار الوضع في الحديث وبلاياه التي ابتُليَ بها الإسلام ما يأتي: 1- انتشار مذاهب سياسية ونِحَل طائفية، ما كان لها أن تقوم على قدميها لو لم يكن لها هذا المُتَّكأ من الأحاديث المصنوعة؛ كمذاهب الشيعة والخوارج والمرجئة وأضرابهم، فقد كان لهذه المذاهب أسوأ الآثار في تفريق وَحدة المسلمين، وتمزيق شملهم، ومعاداة بعضهم لبعض، حتى ذهبت ريحُهم، وطمع فيهم أعداؤهم، ولا تزال هذه الآثار باقية إلى اليوم.   2- تصدِّي أعداء الدين من المُبشِّرين والمستشرقين وأذنابهم للطعن في الإسلام ورسول الإسلام صلوات الله وسلامه عليه، مُعتمِدين على الروايات الباطلة، والإسرائيليات الزائفة، التي ذكرها بعض المفسرين والمؤرخين ومَن على شاكلتهم ممن ليسوا من أهل الحديث، وقد أمكَنَهم بمثل هذه الأباطيل أن يجعلوا حجابًا بين الإسلام ومَن يريد أن يعتنقه من الغربيين، كما أمكنهم أن يستهوُوا بعضَ الضعفاء من المسلمين الذين لم يتسلَّحوا بمعرفة حقيقة الدين، ومعرفة هذه الروايات الدخيلة عليه، فساروا على نهجهم في الاستخفاف بالدين، والغض من شأن الأحاديث النبوية الصحيحة، ورُدِّدَت هذه الفِرى باسم العلم حينًا، وحرية البحث حينًا آخر.   3- تكثير البدع المُنكَرة، وترويج الخرافات الضارة بالعقائد والأخلاق والآداب، والباعثة على التواكُل وإهمال التوكل والأخذ في الأسباب؛ مثل حديث: (لو اعتقد أحدكم في حجَر لنفعه)، ومثل الأحاديث التي تُغرِي الفساق والمجان؛ كحديث: (الكريم حبيب الله وإن كان فاسقًا، والفاسق السخي أحب إلى الله من عابد بخيل)، وهما باطلان قطعًا، ومناقِضان للقرآن الكريم والسنة المستفيضة.   ولقد قيَّض الله تعالى لحفظ الأحاديث والسنن، وتمييز صحيحها من ضعيفها، وجَيِّدها من زائفها - كثيرين من علماء الحديث وحُفَّاظه في كل عصر ومصر، تجرَّدوا وانقطعوا لهذا العمل الجليل... وتلخص الفصل في جهاد العلماء من أصول الحديث ص 99 إلخ.   هذا، ومن المؤلفات التي نبَّهت على كثير من الأحاديث الموضوعة: 1- الموضوعات لابن الجوزي ص 101. 2- اللآلئ المصنوعة ص 102. 3- تنزيه الشريعة المرفوعة. 4- تذكرة الموضوعات للفتني. 5- الموضوعات للشيخ علي القارئ. 6- الفوائد المجموعة. وهذه الكتب وأمثالها خاصة بالموضوعات.   وهناك مؤلفات كثيرة ليست خاصة بالموضوعات، وهي قسمان: (أ) كتب في الأحاديث المشهورة، والمراد بالشهرة هنا معناها اللغوي، لا المعنى الاصطلاحي (165) الباعث فقط، ومنها: • المقاصد الحسنة. • تمييز الطيب من الخبيث. • كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، وهو من أهم هذه الكتب. (ب) كتب الشماريخ.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢