أرشيف المقالات

الجغرافيا والحرب

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ذكر (المقطم) في مقالة له في الحرب الحاضرة سببين لخذلان الإنكليز وانكسارهم فيها، أحدهما تقصيرهم في معرفة قوة عدوهم، وثانيهما تقصيرهم في معرفة جغرافية مستعمراتهم في جنوب إفريقيا كبلاد ناتال ومستعمرة الرأس وغيرها قال: (فأصابهم ما أصابهم من جهلهم لها، وكان الواجب أن يكون عندهم خرائط عسكرية حربية يرسم فيها محل كل نجد وغور، ومسيل ونهر، وسهل ووعر، وشعب وطريق، ومنفرج ومضيق وأجمة وعراء وأكمة وبطحاء؛ ليأمنوا فيها مفاجأة العدو وغدر الأدِلاّء، أما الآن فقد تبين مما أصابهم بعد معركة جلنكوي وقرب لادي سميث وبعد معركة بلمونت سترومبرج أنهم يجهلون تلك الأراضي فيضلون فيها أو يضلهم أدلاؤهم حتى يحدق البوير بهم في أماكن لا تسلك ويشرفون عليهم من معاقل لا تؤخذ، فيكسروهم ويأسروهم) .
اهـ فليعتبر بهذا الشيوخ الذين يقولون: إنه ليس لهذا العلم فائدة ما مع اعتقادهم بأن فن الحرب واجب في الملة، وأن ما لا يتم الواجب المطلق إلا به فهو واجب، فإذا كان انكسار الإنكليز في عدة مواقع وأسر 600 منهم في سرية واحدة أضلهم فيها الأدِلاّء، إنما كان لأنهم لا يعرفون تلك البلاد كما يعرفون بيوتهم، فكيف يكون حالهم لو كانوا لا يعرفون الجغرافيا بالكلية، إلا أن الذين ينهون طلاب العلم في الأزهر عن هذا العلم غاشّون لهم بجهلهم، فإن من جهل شيئًا عاداه، وإن الذين يقولون: لا فائدة في هذا العلم , وجودهم عار على الإسلام، بل على الإنسانية نفسها، والسلام. 20 شعبان - 1317هـ 23 ديسمبر - 1899م

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣