أرشيف المقالات

حاجة البشرية للعودة إلى الفطرة - هاني مراد

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ما أشقى البشرية حين تشيح بوجهها بعيدا عن الفطرة، وحين تطغى عليها المادة، فتبيت تتحكم في أخلاق الناس وحياتهم، بل تصبح المادة هي المسيطر الأول على هذه الحياة.
لقد تحول الإنسان في العصور الأخيرة إلى آلة صماء، تدور رحاها في دوامة الماديات، لا تلتفت إلى حقيقتها، إلا حين تحيط بها المتاعب والخطوب.
 كادت الفطرة تختفي وتندثر بعدما تفلتت الأخلاق ، فأصبح الإنسان غريبا في هذه الحياة عن نفسه وعن فطرته، يكاد لا يتعرف إلى حقيقته التي خلقه الله عليها.
ما أحوجنا حقا إلى التشبث بأخلاق الفطرة؛ كي نتخفف من الضغوط النفسية التي تثقل كاهلنا، وتزيد من سيطرة الحزن علينا، وسيطرة الأمراض النفسية والانحرافات الخلقية والانتحار، هربا من إشكالية التعاسة والشقاء، التي باتت تغلف حياة البشر.
لو تأملنا حال البشرية في العقود الأخيرة، لوجدناها وقد رسمت في صورة قاتمة، ليس بها سوى ومضات من النور الخافت، صورة تنطق بالفشل البشري.
فما من بقعة من بقاع الأرض، إلا ولها نصيب من الشقاء.
ما من بقعة من بقاع الأرض، إلا ولها نصيب من الحروب الجشعة التي تخدم مصالح المادية الإنسانية وحسب.
ولم يعد الإنسان يهتم لأمر أخيه الإنسان، فربما قذف بالطعام في البحر، في الوقت الذي نجد فيه من يفقد حياته، لعسرة وجود ما يعينه على استمرار الحياة.
وقد زاد كفل البشرية من تفشى الأوبئة، بعدما ازدادت معدلات الانحرافات الجنسية بين الناس في كثير من المجتمعات، وبعد هروب الإنسان من شريعه الله، وهرولته كالأعمى وراء الرذائل.
هكذا أصبحت النفوس مرهقة معذبة، تحمل على كاهلها أصعب الآفات النفسية والخلقية، فتحول البشر إلى حجارة، لا تفهم ولا تعي مغزى وجودها.
وفي كل مرة تعود البشرية على بدئها، تتجدد حاجتها الماسة للرجوع إلى أخلاق الفطرة، والعودة إلى الرسالة التي خُتمت بها الرسالات السماوية، التي تحمل كل خير للبشر، والاقتداء بحامل تلك الرسالة الذي أرسله الله للبشرية جمعاء، من أجل إتمام مكارم الأخلاق.
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣