أرشيف المقالات

علمنة الإسلام

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
كتب الأستاذ هاني مراد 
تعني علمنة الإسلام: نزع القداسة عن مقدساته وأحكامه القطعية، وتمييع مفاهيمه وثوابته الأساسية، وفصله عن جوانب الحياة العملية، من سياسة واقتصاد واجتماع.

ومحاولات علمنة الإسلام قديمة، قبل الرسالة الخاتمة، حيث كان الرسل يواجهون أقوامهم المكذبين الذين ينكرون عليهم تصحيح الإسلام لأخطائهم، وتقويم تقاليدهم.
وقد أنكرت مدين على نبي الله شعيب عليه السلام تعديل الإسلام لممارساتها المالية، فقالوا له: " {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء} " فالعلمانية لا تريد وجود الإسلام ابتداء، وإذا وُجد، فإنها تريده صورة بلا حركة، وكلمة بلا معنى، وخيالا بلا حقيقة!
كما تهدف العلمانية إلى تفريغ القيم الأساسية للإسلام من مضمونها الإلهي الذي أرادته رسالة الإسلام للبشرية، وملء تلك القيم بمضمون يخدم أهداف العلمانية، وينفي تعارض قيم الإسلام معها.
فهي تفرغ مفهوم شمولية الإسلام، وتجعله مجرد دين روحي كأي عقيدة محرفة، وتفرغ مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتجعله حرية رأي، وتفرغ مفهوم تحكيم الشريعة ، وتحل بدلا منه قوانين الإنسان، وتفرغ مفهوم الجهاد ، وتحل بدلا منه مفاهيم السلام والتطبيع!
فلا عجب، أن نسمع فتاوى شاذة من المخبولين تسمح بإهانة الإسلام، وزواج المسلمة من الكافر، وتمنع الطلاق الشفوي، وتؤيد التطبيع مع المحتل، وتحرّم حرية الكلمة دفاعا عن المظلومين.
وتستخدم العلمانية لتحقيق أغراضها شواذ وجهلة الدعاة المزيفين الذين يستدلون بأباطيل وشبهات لخداع المسلمين، وهذه الأباطيل والشبهات قديمة قدم النفاق والمنافقين، لكن هؤلاء يلبسونها حلة جديدة، ليخدعوا المسلمين بأساليب جديدة.

وتسير مهمة علمنة الإسلام على قدم وساق، وبخطى متسارعة، وهي تشكل خطورة بالغة على الإسلام والمسلمين، حيث تتسلح العلمانية باحتلال الغرب لبلاد المسلمين، وسيطرته على كل مقومات الحياة في مجتمعاتنا.

فعلى المسلمين أكبر مسؤولية عن الوقوف في وجه علمنة الإسلام.
هاني مراد

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣