أرشيف المقالات

نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها (5) الإنصات عند قراءة الإمام

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها (5) الإنصات عند قراءة الإمام
قال ابن رجب: ورَوَى بعضُهم حديثَ: ((إذا قرأ - يعني الإمامَ - فأَنصِتُوا))، بما فهِمه من المعنى، فقال: "إذا قرأ الإمام: (ولا الضَّالِّين)، فأنصِتوا"، فحمَله على فراغه مِن القراءة، لا على شروعه فيها[1].   ♦ ولعله يُشِير إلى رواية أبي هريرة رضي الله عنه التي عند أبي داود، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما جُعِل الإمامُ ليُؤتَمَّ به))، بهذا الخبر، زاد: ((وإذا قرأ فأنصِتُوا))، قال أبو داود: "وهذه الزيادة ((وإذا قرأ فأنصتوا)) ليست بمحفوظةٍ، الوهمُ عندنا من أبي خالدٍ"[2].   ♦ وعند مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا، يقول: ((لا تُبادِروا الإمام، إذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قال: ولا الضالين، فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركَعُوا، وإذا قال: سمِع الله لِمَن حَمِدَه، فقولوا: اللهم ربَّنا لك الحمد))[3].   ♦ وقد جاء أيضًا عند مسلمٍ عنه رضي الله عنه مرفوعًا: ((إنما جُعِل الإمام ليُؤتَمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركَع فاركَعُوا، وإذا قال: سمِع الله لِمَن حَمِدَه، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا صلَّى قائمًا، فصلُّوا قِيامًا، وإذا صلَّى قاعدًا، فصلُّوا قُعُودًا أجمعون))[4].   فهذا هو الوارد عن أبي هريرة رضي الله عنه، فاختُصِر على وجه أخلَّ بالمعنى.


[1] ابن رجب: شرح علل الترمذي، (ج 1، ص 148). [2] أخرجه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، كتاب الصلاة، باب الإمام يصلي مِن قعود، (ج 1، ص 165)، حديث (604)، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، (بلا سنة نشر) ت: محمد محيي الدين عبدالحميد. [3] أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن مبادرة الإمام بالتكبير وغيره، (ج 1، ص 310)، حديث (415). [4] أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن مبادرة الإمام بالتكبير وغيره، (ج 1، ص 311)، حديث (417).



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن