أرشيف المقالات

ليس بعد هذا القرب قرب!

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ليس بعد هذا القرب قرب!
 
أحَبُّ حبيبٍ مهما اقتربَ منك سيبعد يومًا ما، وأعَزُّ صديق مهما صفا جوُّكما سيعلوه غبارٌ في لحظة، وأحَنُّ قلبٍ مهما أخلَص لك سينشغل عنك في ساعة ما، إلا الله الحي القيوم، اللطيف الخبير، الرحمن الرحيم، فمعيَّتُه تُغنيك، ورضاه يُدنيك، وكل ما سواه فزائلٌ يُحْذيك.
 
في الحديث: ((مَنْ تَقَرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبْتُ إليه ذراعًا))، ما ازددْتَ قُرْبًا منه إلا أحسستَ بلذة الأُنس به، واستغنيتَ به عن الخَلق، ورأيتَ من التوفيق والسداد ما يُبهِج نفسَكَ، ويشرَح صدرَك.
 
فلا تهتمَّ بتفاهات الأمور، ولا يشغَل بالك سوى كيف أقترب؟! وما الذي يُدنيني منه؟ فتزداد عبوديةً وقُرْبًا من مولاك، وتَعلو رُوحُكَ، وتسمو نفسُك، حتى لا تجد لديك وقتًا، ولا في نفسك حاجة إلى أن تنظُر إلى ما ينظر أكثرُ الناس إليه من الدنيا وزُخرفها.
 
تفكيرُك في عباداتك وإتقانها، تفكيرك في أوقاتك وكيف تجعلها قُرْبةً إلى الله، تفكيرك في حفظك ووِرْدِكَ من كتاب الله، تفكيرُك كيف أجعل لي أثرًا وأجرًا بعد رحيلي.
 
قلبُك لا يحمل إلَّا همًّا واحدًا (هَمَّ الآخرة)؛ فتحث الخطى مسرعًا نحو ما يُقرِّبُك إلى الله عز وجل من فرائض ونوافل؛ لترتقي إلى أعلى مراتب العبودية، ولا ترى بعين قلبك من الدنيا إلا ما يُقيم حالك فقط، حتى تأتي لحظة التوفيق التي لا ينالها إلا مُوفَّق.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن