إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا } :أكبر منة ونعمة امتن الله على عباده بها هي هذا الوحي المبارك الذي نزل من السماء لتحيا به قلوب الصالحين ويسير ركب الهدى على تعاليمه وتوجيهاته فيأملوا في الوعد ويحذروا من الوعيد ويقوموا بالأمر وينتهوا عن المحرمات ويعتبروا بسير الماضين ويوالوا أهل الله من السابقين والحاضرين ويبغضوا أعداء الله عبر تاريخ الإنسانية ويعتقدوا بعقائد الهدى التي تكفل السعادة للبشرية.
وأمر تعالى عباده بالصبر على أقداره الكونية وعلى تكاليفه الشرعية وعدم طاعة أهل الهوى والإثم والاستكبار عن هدى الله ورسالاته والصبر على تحمل الرسالة والعمل بها وأدائها.
قال تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)} [ الإنسان]
قال السعدي في تفسيره:
وقوله تعالى لما ذكر نعيم الجنة { { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا } } فيه الوعد والوعيد وبيان كل ما يحتاجه العباد، وفيه الأمر بالقيام بأوامره وشرائعه أتم القيام، والسعي في تنفيذها، والصبر على ذلك.
{ {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا } } أي: اصبر لحكمه القدري، فلا تسخطه، ولحكمه الديني، فامض عليه، ولا يعوقك عنه عائق. { {وَلَا تُطِعْ } } من المعاندين، الذين يريدون أن يصدوك { { آثِمًا } } أي: فاعلا إثما ومعصية ولا { { كَفُورًا } } فإن طاعة الكفار والفجار والفساق، لا بد أن تكون في المعاصي، فلا يأمرون إلا بما تهواه أنفسهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن